“أورانج المغرب” تربط المملكة بكابل “Medusa” البحري في الناظور

دشنت شركة “أورانج المغرب” محطة جديدة للهبوط البحري للكابلات تحمل اسم”Cable Landing Station” في مدينة الناظور، بمناسبة وصول كابل Medusa، أطول كابل بحري تم نشره في البحر الأبيض المتوسط. ويشكل هذا الإنجاز خطوة استراتيجية جديدة تعزز موقع المملكة المغربية كمركز محوري للبيانات الرقمية بين أوروبا وأفريقيا، وترسخ سيادتها في مجال رقمي أصبح ذا أهمية قصوى.

ويمتد كابل Medusa على طول 8,700 كيلومتر، ويربط 18 نقطة هبوط على ضفتي المتوسط، بطاقة تصل إلى 20 تيرابايت في الثانية، ما يتيح تلبية الطلب المتزايد على سعات الإنترنت ويضمن مساراً اتصالياً مرناً ومستقراً بين القارتين. واختارت أورانج المغرب مدينة الناظور لتوصيل هذا الكابل بالبنية التحتية الوطنية، حيث تم بناء محطة هبوط بمساحة 3,500 متر مربع، صُممت لتكون مركزاً مفتوحاً وآمناً لاستقبال شركات وشركاء تقنيين كبار.

وتتميز المحطة الجديدة بقدرتها على تلبية الاحتياجات الرقمية عبر تكنولوجيا المعلومات بقوة 140 كيلوات، مع إمكانيات توسيع كبيرة لاستضافة كابلات أخرى وشركاء جدد. ومن خلال فتح هذه المحطة أمام جميع الفاعلين في القطاع، تؤكد أورانج المغرب رؤيتها لجعل الناظور ملتقى رقمياً إقليمياً.

ويستفيد مشروع كابل Medusa من خبرة مجموعة أورانج الدولية، حيث تولت فرق Orange Marine وضع الكابل البحري باستخدام سفينة متقدمة، فيما أشرفت فرق Elettra Tlc على الهندسة والعمليات تحت الماء. وتعكس هذه الخطوة خبرة أورانج التي تراكمت عبر أكثر من 40 مشروع كابلات دولية.

ويأتي هذا الإنجاز ضمن استراتيجية طويلة الأمد، إذ استثمرت أورانج المغرب خلال 25 سنة الأخيرة أكثر من 100 مليار درهم في البنية التحتية الرقمية للمملكة، ضمن رؤية واضحة تجمع بين الابتكار التكنولوجي، الشمول الرقمي، والسيادة الرقمية. كما تشمل هذه الاستثمارات تطوير مركز بيانات Orange Tech، ونشر شبكة الجيل الخامس 5G، وإطلاق حلول الذكاء الاصطناعي، وتعزيز جهود التحول الطاقي.

من خلال ربط المغرب بأكبر شبكة كابلات بحرية في المتوسط، لا تقتصر مساهمة أورانج المغرب على زيادة قدرة تبادل البيانات، بل تؤكد أيضاً دورها كفاعل أساسي في بناء البنى التحتية الرقمية الحيوية وشريك موثوق في التحول الرقمي للمملكة، بما يواكب طموح المغرب نحو اقتصاد رقمي متقدم ومستدام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.