الدار البيضاء تسرّع وتيرة التحول الحضري استعدادا لاحتضان كأس العالم 2030
جهات
شهدت الدار البيضاء لقاءً موسعا جمع مسؤولين مؤسساتيين وخبراء وفاعلين اقتصاديين، خُصّص لاستعراض حجم الأوراش الكبرى التي تشهدها المدينة والجهة في إطار التحضير لاحتضان كأس العالم 2030، التي سيُنظمها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وقد شكل الاجتماع مناسبة لتسليط الضوء على الدينامية الاستثنائية التي تعرفها البنية التحتية وتعزيز مكانة العاصمة الاقتصادية كقطب رياضي واقتصادي دولي.
عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء–سطات، أكد أن المشاريع الجاري تنفيذها ترتبط بشكل مباشر بالاستعداد لهذا الموعد العالمي، مسجلا التحسن الملموس في المؤشرات البيئية خلال السنوات الأخيرة، بفضل استثمارات ضخمة من بينها تخصيص 5.5 مليار درهم لتدعيم شبكة تصريف مياه الأمطار.
واستعرض معزوز مجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي تم إطلاقها، من المركب المينائي والخط الجديد للقطار فائق السرعة والقطار الجهوي السريع، مرورا بتوسعة مطار محمد الخامس، وصولا إلى مشروع الملعب الكبير للدار البيضاء، إلى جانب مشاريع مهيكلة بعدد من مدن الجهة.
وفي الاتجاه نفسه، قدمت نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، حصيلة شاملة لورش تحديث البنية التحتية الحضرية، مؤكدة أن المدينة تعرف توسعا ملحوظا في شبكات الطرق والأنفاق والمساحات الخضراء.
وأبرزت إعادة تأهيل 100 هكتار من المساحات الخضراء عبر محاور طرقية رئيسية، وتحويل مكب سيدي مومن إلى حديقة كبرى تستقبل آلاف الزوار. كما توقفت عند تقدم برامج تدبير المياه وإعادة استعمالها، وإطلاق محطة جديدة لتثمين النفايات موجهة لإنتاج الطاقة وتخفيف الضغط على المطرح العمومي.
بدوره، استعرض محمد الشوح، مدير الخبرة والابتكار والتنمية المستدامة بالشركة الوطنية للطرق السيارة، أهم المشاريع الجارية لتقوية الشبكة الطرقية، من بينها تثليث الطريق السيار بين المحمدية وبرشيد، وتوسعة محوري عين حرودة وسيدي معروف، إضافة إلى قرب تسليم الطريق السيار تيط مليل–برشيد الذي أنجز قبل الآجال المحددة، وكذا الطريق السيار القاري الجديد بين الدار البيضاء والرباط المتوقع تسليمه سنة 2028.
أما حميد بن طاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، فشدد على ضرورة الارتقاء بجاذبية المدينة في مجال الضيافة، داعيا إلى تحسين جودة الخدمات بالمطار، وإحداث قصر للمؤتمرات، وفتح مطار محمد الخامس أمام الرحلات منخفضة التكلفة لرفع معدلات الإيواء خلال العطل الأسبوعية والمواعيد الرياضية.
وفي جانب التحول الرقمي، أكد محمد بنعلي، المدير التنفيذي للتكنولوجيا والمعلومات بشركة أورنج المغرب، أن الدار البيضاء مطالبة بتعزيز ريادتها كمدينة ذكية بفضل الانتشار الواسع للإنترنت عالي الصبيب ووصول شبكة الجيل الخامس، بما يضمن مواكبة الحاجيات المتزايدة للسكان والزوار خلال التظاهرات الكبرى.
وعكس هذا اللقاء إجماع مختلف الفاعلين على أن الدار البيضاء تجتاز مرحلة مفصلية من التحول العمراني والاقتصادي، وتستعد بثقة لتقديم صورة مدينة عصرية مستدامة، قادرة على رفع رهانات كأس العالم 2030 بكفاءة وتنافسية عالية.