أزمة التذاكر في قطر… اختلالات داخلية بالجامعة أم غياب حكامة تواصلية؟

عمدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في خطوة لافتة إلى توفير نسبة من تذاكر مباريات المنتخب الوطني مجانا، وذلك بدأ من مباراته برسم ثمن نهائي مونديال قطر وصولا إلى مباراة النصف، إلا أن هذه الخطوة انتهت بمشاكل وأدت فرحة المغاربة ونسفت مجهودات الجامعة.

هذا وخصصت الجامعة بتنسيق مع السلطات القطرية 5000 تذكرة مجانية خلال مبارة المنتخب المغربي مع نظيره الإسباني، ليتم بعدها تخصيص 4000 تذكرة مجانية لأجل مباراة المنتخب البرتغالي؛ كما نشرت العديد من المنابر الصحفية المغربية، “وفق مصادرها”، أنه سيتم تخصيص 13 ألف تذكرة مجانية لدعم المنتخب في مباراته مع نظيره الفرنسي برسم نصف النهائي، إلا أن عضو المكتب الجامعي محمد بودريقة كشف أنها 7000 تذكرة، تم توزيعها على مرحلتين.

هذا وبلغ مجموع ما وفرته الجامعة المغربية من تذاكر مجانية 16000 تذكرة، فضلا عن التخفيضات التي قامت بها شركة “لارام”، حيث جعلت التنقل ذهابا إيابا إلى قطر ب5000 درهم، كما برمجت رحلات إضافية مخصصة لنقل المشجعين.

لكن، ما السر وراء الفوضى التي عرفها مطار الدوحة يوم المباراة، وعدم وجود تذاكر للجماهير القادمة لأجل متابعة المنتخب المغربي في مباراته ضد فرنسا؟

ويحق للقارئ أن يتساءل: هل يوجد خلل في المنهجية التي اختارتها الجامعة لتوزيع التذاكر؟ والتي تتمثل في استلام جزء من التذاكر وعدم طرحها في الموقع، وذلك بهدف الابقاء عليها مجانية، ومن تم توزيعها عبر مكتب في مطار الدوحة للقادمين الجدد، وكذلك توزيع الجزء الآخر  في ملعب الجنوب بالوكرة لمن يتواجدون بقطر مسبقا.

وجدير بالذكر أن نفس المنهجية اعتمدت في مبارتي المنتخب مع منتخبي اسبانيا والبرتغال، وأعطت أكلها.

وما دام الأمر كذلك، فما هو مصدر المشكلة الأخيرة في مباراة فرنسا؟ هل هناك أياد من داخل الجامعة تحاول نسف الجهود المبذولة؟ أم أن الخلل في عدم خروج الجامعة ببلاغ رسمي يشخص المشكل وبحدد الأطراف المتسببة فيها؟

هذا وقد خرج محمد بودريقة بعد الاتهامات التي وجهت له، بتدوينة عبر حسابه فايسبوك، يحدد التذاكر التي استلمها وأشرف على توزيعها، إلا أنه إلى حدود اللحظة لم تصدر الجامعة أي منشور أو بلاغ يشرح سبب المشكل، ما يطرح تساؤلا حول الحكامة التواصلية داخل الجامعة، خاصة أن هذا الصمت يدفع بالرأي العام إلى تحميلها المسؤولية، واتهام المسؤولين بها بالفساد، وهو ما ينعكس على الصورة الدولية للمغرب، والتي تحسنت كثيرا خلال المونديال عبر المشاركة المشرفة اليت وقع عليها الركراكي وكتيبته، وزكاها الجمهور الذي حضر بقوة عددية وكيفية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.