الانتظار عبر طابور طويل… معاناة كبيرة لسكان فاس مع المواصلات

لا شك أن كل من سيزور فاس، وسيمر عبر محطة طاكسيات الأطلس، أو محطة حافلات فلورونص وغيرها من المواقع، سيشد انتباهه وقوف المواطنين عبر طابور منظم، لأجل صعود وسائل المواصلات.

وأصبح الطابور الذي يشكل استثناء واضحا في محطات المواصلات العمومية، أمرا بديهيا في هذه المحطات، لتنظيم عملية ركوب المواطنين حسب الأول فالثاني وهكذا دواليك، معطيا بذلك صورة حضارية عن ساكنة هذه المدينة العريقة.

ويعد هذا العرف امتدادا لعرف الطابور داخل الساحة الجامعية بذات المدينة، خاصة ساحة جامعة ظهر المهراز، حيث ينتظم الطلبة عبر طابور طويل إما لركوب الحافلة المؤدية لوسط المدينة أو لاستقلال الحافلة المؤدية للحي الجامعي إناث سايس 1، وذات الطاوابير توجد عند محطات الانطلاق بهتين النقطتين صوب الجامعة.

وفي هذا السياق، قالت م.غ، عاملة تتنقل بين فلورونص وبن سودة، إن عرف الصف انتشر بشكل تدريجي  خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرة أنه بدأ بشكل تلقائي عقب اصطفاف الطلبة القادمين من الجامعة، ليتبعهم بعد ذلك مختلف المواطنين.

وأكدت ذات المتحدثة في تصريحها لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن ما دفع الناس للالتزام بالطابور هو فوائده الجمة، حيث يضمن أولوية ركوب الحافلة لأول القادمين، دون أن يحدث تدافع أو نزاع، خاصة في ظل شبكة المواصلات الضعيفة بالمدينة.

وعلى مستوى محطة طاكسيات الأطلس، أكد منير، “كورتييه” يعمل على تنظيم الطابور، أن الحاجة للاصطفاف في انتظار الطاكسيات، تزايدت خلال السنة الماضية، عقب ازدياد الراكبين نحو منطقة ولاد الطيب ومنطقة عين شكاك، في ظل استمرار نفس عدد سيارات الأجرة الكبيرة، مضيفا أنه يظل الوسيلة الأنجع لتنظيم العملية.

وكشف منير، في تصريحه، أن هذه العملية رغم ما يشوبها من فوضى في كثير من الأحيان، بسبب محاولة بعض الأشخاص تجاوز الطابور أو التحايل على صف المنتظرين، إلا أنها تحفظ نظام المحطة، وتشكل مصدر دخل للعديد من “الكورتية” الذين يتلقون أجرهم من أصحاب سيارات الأجرة مقابل مهمتهم.

وأكد ذات المتحدث، أن ما ييسر العملية في العديد من الأحيان هو انضباط التلاميذ والطلبة بالصف، وعملهم على زجر كل من يحاول تجاوزه، ليصبح بذلك عرفا بين جميع رواد هذه المحطة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.