فتيحة والمرحاض، هل اعتقال قنينة خمر عقابٌ للخَمَّار؟

لم تترك شيئا لم تفعله، أظهرت مفاتنها بشكل مستفز في روتيني اليومي، تعاركت مع زوجها، ضربها وضربته، سبها وسبته، خلقت القصص والدراما والأكاذيب، تلفظت بعبارات نابية، مسيئة، لا تليق بالمرأة المغربية، بالت ولمرات أمام العالم منتشية بما فعلت وهي في سطح منزلها وزوجها يقوم بتصويرها، تحدثت عن مغامراتها الجنسية كبائعة هوى جهارا نهارا.

وصل بها اجتهادها لرفع نسب المشاهدة إلى ارتكاب مزيد حماقات على المباشر، فقد قررت في آخر عمل فني لها قضاء حاجتها أمام متابعيها، هكذا بكل وضوح، أمام متابعيها الذين يسبونها ليل نهار، ورغم ذلك يتابعونها بالآلاف، قررت قضاء حاجتها أمامهم بل وقامت بإظهار فضلاتها لهم أمام الكاميرا. شيء مقزز يدعو للغثيان حقا، عمل أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه عمل حيواني بل وأسوأ.

فتيحة هاته هدفها تحقيق المشاهدات وجني أرباح اليوتوب، ما هي إلا نموذج واحد من العشرات والمآت اللواتي غررت بهن مواقع التواصل الاجتماعي، منهن من بدأن أعمالهن بفيديوهات محتشمة لها موضوع، لكن بعد عدم تفاعل أحد معهن غيرن التوجه صوب كل ما يمس بالأخلاق ويظهر المفاتن من قول وعمل.
اعتقلت فتيحة وزوجها، التهمة نشر وترويج محتويات رقمية بواسطة الأنظمة المعلوماتية تتضمن إخلالا علنيا بالحياء. لكن، من الذي عرفنا بها، وأظهرها لنا، وساعدها على ما ذهبت إليه، من الذي ألهمها أن تجعل قناتها مرتعا لفضلاتها، إنه نفسه الإعلام الذي يبحث عن المشاهدات ولا شيء آخر يهمه، أو لم تكن شوف تي في هي من أدخلت فتيحة وغيرَها لمنازلنا أول الأمر، وقدمت لها سلاح الميكروفون كي تبث فيه ما جعلها وجعلنا اليوم معها أضحوكة العالم؟

فتيحة ليست وحدها من عليه أن يعتقل، فتيحة مجرد منتوج نهائي، فتيحة مثلها مثل قنينة الخمر وقطعة الحشيش، اعتقالهما لن يوقف صنعهما ولن يحقق العدالة والإنصاف، إن اعتقلت قنينة الخمر وحوكمت بأقسى وأقصى العقوبات فلم نعاقب الخمار بعد، ولن يتوقف عن إنتاج المزيد من القناني، وسنظل نعاني ونعاني من أشباه فتيحة التي ما يزال منتجها حرا طليقا، يبحث عن ضحايا جدد يغرر بهم ويحقق بهم أعلى المشاهدات.

طاب يومكم وعذرا على الرائحة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.