مسؤولة جامعية تعلل نتيجة “لا أحد” في مباراة بجامعة ابن زهر
“لا أحد” كانت هي النتيجة المعلنة في مباراة احدى الاجازات المهنية بكلية الآداب بأكادير، فقد أعلنت شعبة اللغة الفرنسية ألا أحد نجح في مباراة ولوج الاجازة المهنية “histoire de l’art”، وهي المباراة التي فتحت في وجه الطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا زائد سنتين (deug) بما فيهم طلبة معاهد التكوين المهني ofppt.
هذه النتيجة أثارت نقاشا على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقاشا بين الطلبة لمعرفة الملابسات الحقيقية لهذا الأمر، حيث ذهبت بعض التعليقات للتشكيك في النتيجة خصوصا ومآت الطلبة قد تقدموا للمباراة، ومنهم من تساءل كيف يُعقل ألا تستطيع الكلية والجامعة المغربية تكوين مجموعة صغيرة من الطلبة لا تتعدى 30 فردا تكون مؤهلة لاتمام دراستها بالاجازة المهنية، ويعتبر آخرون الأمر يجسد بكل وضوح أزمة الجامعة المغربية والتعليم العالي ببلادنا، فأساتذة الجامعة غير راضين عن مستوى الطلبة الذين درسوهم بأنفسهم، فكيف نتوقع أن يكون لهم قبول بمؤسسات أخرى تكوينية أو مهنية خارج الجامعة؟
الدكتورة مكاش الزهرة، نائبة عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية، المسؤولة عن الاجازة المهنية “Histoire de l’art”، في جوابها على تساؤلات جريدة “جهات” الالكترونية، نفت بشكل قاطع ما يروج بمواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرت الأمر عادي، سبق ووقع بالكلية وبجامعات أخرى: “هناك إشاعات كثيرة بخصوص هذه المباراة، فهناك من يقول أن سبب عدم قبول أي أحد هو ضعف مستوى الطلبة خاصة في اللغة الفرنسية وأنهم لا يتوفرون على الكفاءة اللازمة لولوج الاجازة المهنية، هذا ننفيه كليةً، فمستوى الطلبة ليس سيئا لدرجة عدم قبول أي منهم”.
وفي توضيحها لما وقع، فقد أكدت أنه: “ترشح للمباراه ما مجموعه 664 طالب عبر منصة الترشيح، اختير منهم 154 طالب في الانتقاء الأولي، وأعلنت أسماؤهم لاجتياز الاختبار الكتابي، لكننا تفاجأنا بحضور 29 طالبا فقط”.
وعن سبب غياب 125 طالب عن الاختبار فقد عللت المسؤولة ذلك الى: “تزامن هذه المباراة مع مباريات أخريات في تخصصات مختلفة”، وهذا الأمر يطرح عدة تساؤلاء عن جدوى إجراء عدة اختبارات لولوج الاجازات المهنية والماسترات لتخصصات مختلفة في نفس اليوم، فهي طريقة لحصر وتوجيه الطلبة بشكل قبلي، لتخفيف الضغط على الاساتذة أثناء التصحيح ربما، لكنه يفرز لنا مثل هذه النتائج، إجازات وماسترات فارغة وطلبة لا يجدون أين يكملون دراستهم الجامعية لأن الادارة قلصت اختياراتهم في مباراة واحدة فقط، قد ينجحون فيها وقد يكون عليها ضغط كبير ولا يستطيع حتى المؤهلون ولوجها.
وبالعودة لاجازة الفرنسية، فقد أكدت الدكتورة الزهرة أن الادارة اتبعت جميع المساطر، وأجرت الاختبارات المطلوبة، لكن عدد الناجحين في الاختبار الكتابي لم يتعدى عشرة طلبة، هذا ما جعل لجنة التداول تقرر التراجع عن فتح الاجازة لعدم استوفاء الشروط.
وفي الأخير، طمأنت المسؤولة الجامعية بكلية الآداب جامعة ابن زهر الطلبة بأن: “هذه السنة استثنائية بالنسبة لهذه الاجازة، وسيتم فتح أبوابها من جديد في وجه الطلبة في السنوات المقبلة باذن الله”.