ساكنة “ولاد الطيب” بنواحي فاس تشتكي ضعف المواصلات العمومية
تعيش ساكنة “ولاد الطيب” نواحي فاس على وقع نقص حاد في المواصلات العمومية، وهو ما يسبب في تعطيل الكثير من التزامات المواطنين بالمنطقة.
ففي ظل الارتفاع الذي تشهده المنطقة من حيث الديمغرافية السكانية، منذ بداية فترة كورونا، ظلت الموصلات العمومية والمتمثلة أساسا في خطي حافلات النقل سيتي باص، بالإضافة إلى سيارات الأجرة كبيرة الحجم، بنفس الأعداد، وهو ما خلف صعوبة في ولوج الساكنة للمدينة التي تتمركز فيها أغلب أعمالهم وأنشطتهم اليومية.
كما تعرف المنطقة غياب ثانويات وإعداديات للتلاميذ، ما يجعلهم هم الآخرين ضحايا نقص وسائل المواصلات أثناء تنقلهم للدراسة.
وفي ذات السياق، قالت سعاد، إحدى ساكنات المنطقة وأم لطفلين، إن “مشكلة النقل ترهق تفكيرنا كآباء، فالإعدادية تبعد بما يزيد عن 4 كلم، ولا سبيل للتنقل إليها سوى بباصات النقل، والتي لا تأتي إلا بشكل قليل جدا، كما أنها تمتلئ عن آخرها فتتجاوز العديد من المحطات”، مشيرة إلى أن هذا الوضع، والذي يتكرر كل سنة دراسية، يجعل إبنيها كما العديد من التلاميذ يتأخرون عن موعد حصصهم.
وأضافت سعاد، في تصريحها لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن ما يزيد من صعوبة الوضع هو وضع الحافلات المتهالك، كما أعمال الشغب التي تعرفها في أكثر من مرة، ما يشكل تهديدا كبيرا على سلامة ابنيها على حد قولها.
من جانبه، عبر محمد، أحد الساكنة والذي يعمل بفاس، عن سخطه من هذا الوضع، مشيرا إلى أنه يضطر للخروج أبكر من اللازم لإيجاد مقعد في سيارات الأجرة الكبيرة، والتي غالبا ما تدخل الساكنة في نزاع حول الأسبقية إليها، خاصة في ظل نذرة حضور الحافلات ووضعها المزري.
وأكد محمد، في تصريحه للجريدة، أن عدد سيارات الأجرة قليل جدا، ويصبح الإمساك بها في أوقات الذروة مستعصيا، وهو ما يؤدي إلى نشوب عراك بين الساكنة، “كما أن هذه الأخيرة، تتفادى الوقوف في المحطة المخصصة لها هنا بولاد الطيب، خاصة محطة ولاد حمو خشية أن يؤدي العراك الذي يحصل في كل مرة إلى تخريبها”.
من جهة ثانية، أكد مصطفى، سائق سيارة أجرة كبيرة تربط ولاد الطيب بمحطة “الأطلس” بفاس، أن طبيعة التنقل بين المنطقة وبين فاس يشكل مشكلة لهم أيضا، مشيرا إلى أنه “في الصباح الباكر نجد محطات ولاد الطيب ممتلئة عن آخرها، لكن عند الوصول إلى الأطلس نضطر لانتظار بضع راكبين، وكثيرا ما نعود فارغين، وهو ما يجعل هامش ربحنا ضعيفا كثيرا، ثم بالمقابل بالليل نجد محطة الأطلس ممتلئة، لكن عندما نصل لاولاد الطيب نضطر للعودة فارغين لأننا لا نجد أي راكب”.
وأضاف مصطفى، أن هذا الوضع خاصة بالليل يجعل أغلب سيارات الأجرة الكبيرة تمتنع عن الصعود إلى ولاد الطيب، “وذاك حقها، لأنه في ظل ارتفاع أثمنة المحروقات، صرنا لا نربح إلا القليل الذي لا يكفينا لإعالة أسرنا”.