كوشنر في مذكراته: المغرب رفض فتح سفارة اسرائلية بالرباط وهدّد بنسف اتفاق التطبيع

كشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره، أن المغرب هدد بالتراجع عن التطبيع مع اسرائيل، بسبب رغبة نيتينياهو بفتح سفارة إسرائيلية في الرباط.

وأوضح كوشنر في مذكراته التي أصدرها بعنوان “كسر التاريخ: مذكرات البيت الأبيض”، كشف فيها عن كواليس صناعة القرار في واشنطن، والاعتراف بالصحراء المغربية، أن ترامب عمل على تسريع إجراءات التوقيع على إتفاقية التطبيع، بعد اعترافه بمغربية الصحراء، خوفا من  أي تماطل قد يؤدي إلى تأخير التوقيع على الاتفاق لعدة أشهر أو عدم التوقيع بين الطرفين.

وكشف كوشنر في الفصل السابع والخمسين من مذكراته الصادرة مؤخرا، بأن المغرب هدّد بنسف اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوقيع عليه، بسبب الرغبة الملحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في تضمين بند في الاتفاق يتعلق بفتح سفارة إسرائيلية في الرباط، وسفارة مغربية في تل أبيب.

وفي ذات السياق، أكد كوشنر أن اسرائيل رفعت سقف تطلعاتها، حيث تشبثت بفتح سفارتين أولى مغربية في تل أبيب والثانية إسرائيلية في الرباط، وهو الأمر الذي عارضه ناصر بوريطة، مهددا بنسف اتفاقية التطبيع، ومؤكدا على الاكتفاء بمكتبي اتصال بين الطرفين.

وبعد مشاورات مع بنيامين نتنياهو لعدة ساعات، استطاع كوشنر اقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوثوق في “حكمه” مؤكدا له أن كل ما يُمكن الحصول عليه من المغرب حاليا هو الاكتفاء بإعادة فتح مكتبي الاتصال، مضيفا له بالقول إن “الخطوة الذكية هي إظهار الثقة لهم وأخذ الأقل الآن. أعدك بأنه إذا منحتهم الثقة، فسوف يمنحونك في النهاية أكثر بكثير مما كنت تتمناه”.

وقد انتهت المفاوضات بين الأطراف الثلاثة بتطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية والإكتفاء بإعادة فتح مكتبي الإتصال كما اشترط المغرب.

ويشير كوشنير في كتابه الجديد إلى أن المغرب بلد مستقر يضمن أمن المنطقة ويمنع انتشار الجماعات الإرهابية، مثل “داعش” أو “بوكو حرام”، مضيفا أن  الملك محمد السادس رجل يحظى بتقدير شعبه على نطاق واسع، وأنه التقى به عام 2019 في القصر الملكي بالرباط، وقوبل بترحيب حار لم يتوقعه، خوفا من الرد البارد بعد الضغط العنيف الذي مارسه دونالد ترامب للفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2026، في مواجهة الملف المقدم من طرف الرباط.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.