المغرب يعزز تعلم اللغة الإنجليزية وسط التوترات مع فرنسا
أعلن وزير التربية الوطنية والرياضة، شكيب بنموسى، الثلاثاء الماضي أن وزارته تخطط لزيادة عدد مدرسي اللغة الإنجليزية هذا العام الأكاديمي تمهيدا لنشر تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الإعدادية.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي: “ابتداءً من هذه السنة الدراسية، هدفنا هو أولاً، على مستوى المدرسة الإعدادية، تعزيز تعلم الطلاب للغة الإنجليزية كما سنزيد عدد مدرسي اللغة الإنجليزية.”
وأضاف بن موسى أن وزارته تدرس إنشاء منصات يمكن أن تساعد الطلاب على إتقان اللغة الإنجليزية.
تتزامن جهود المغرب للنهوض بتدريس اللغة الإنجليزية مع التوترات الدبلوماسية المتزايدة في البلاد مع فرنسا بشأن قضايا رفض التأشيرة ونقص الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء الغربية.
ويوجد في المغرب الآن أقل من 9000 مدرس للغة الإنجليزية يعملون في 2200 مدرسة في البلاد، لكن الوزير أصر على أن العدد سيرتفع بشكل كبير في الفصول والسنوات القادمة.
يأتي إعلان بنموسى في الوقت الذي يطالب فيه العديد من المغاربة بالتخلي عن الفرنسية واستبدالها بالإنجليزية كلغة أجنبية رئيسية في المدارس المغربية لإعداد الشباب المغربي لواحد من متطلبات الاقتصاد العالمي دائم المنافسة.
بينما لم يشر وزير التعليم المغربي بشكل خاص إلى حركة “التحول إلى اللغة الإنجليزية”، فقد أوضح أيضًا أن تدريس اللغة الإنجليزية سيوسع فرص الطلاب المغاربة من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى المزيد من البلدان والحصول على تعليم جيد عبر المؤسسات العامة والخاصة.
و حسب تفاصيل بنموسى، عاد ثمانية ملايين تلميذ مغربي إلى المدارس في 5 شتنبر، منهم 6.9 مليون طالب مسجلين في المدارس الحكومية و 1.1 مليون في المدارس الخاصة.
وفي أبريل، قبل أشهر من فترة العودة إلى المدرسة، قدم وزير التعليم العالي المغربي عبد اللطيف ميراوي “الخطة الوطنية لتسريع تحول النظام البيئي”. ودعت خطة التعليم إلى تحسين تعلم اللغة، وتعزيز التكنولوجيا الرقمية، وتعزيز المهارات المطلوبة في سوق العمل، وتعلم اللغة الإنجليزية في قلب الخطة.
وفسر بعض المراقبين قرار المغرب للنهوض بتدريس اللغة الإنجليزية على مستوى البلاد في مختلف المراحل على أنه يشير إلى التحول التدريجي للبلاد نحو قطع العلاقات مع الفرنسية، “لغة المستعمر السابق”، لكن آخرين رحبوا ببساطة بالإصلاح كما هو مطلوب وطالما طال انتظاره، بحجة أنه يلبي الطلب التنافسي في السوق العالمية.
ومع ذلك، أكدت الدراسات الحديثة ضعف كفاءة المغرب في اللغة الإنجليزية، مما يدل على عدم استعداد المدارس المغربية للتحول بالكامل إلى تدريس اللغة الإنجليزية.
وعلى الرغم من الشعبية المتزايدة للغة الإنجليزية بين الشباب المغربي، فقد حصل المغرب في عام 2021 على ترتيب “منخفض” في مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية، حيث احتل المرتبة 71 من أصل 112 دولة تم تقييمها.
ولعكس هذا الاتجاه، عملت الشراكة الأخيرة بين المغرب والسفارة البريطانية في الرباط على تعزيز اللغة الإنجليزية بين الشباب المغربي وتعزيز إتقانهم للغة.
ويبدو أن الشراكة قد آتت ثمارها، حيث خلص المجلس الثقافي البريطاني في المغرب في دراسة العام الماضي إلى أنه “من المتوقع أن تصبح اللغة الإنجليزية اللغة الأجنبية الرئيسية في المغرب في السنوات الخمس المقبلة، فضلاً عن اللغة الأجنبية الأكثر انتشارًا بين الشباب”.