بودن ل”جهات”: الخطاب الملكي دفعة متجددة للأجندة الإصلاحية يحتاج قوى حية لأجل استيعاب التحولات الجديدة
قال محمد بودن الأكاديمي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية، إن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش يقدم بتركيزه على المرأة والأسرة دفعة متجددة وطموحة للأجندة الإصلاحية للملكة على الصعيد الداخلي، معتبرا أن الاهتمام الذي أولاه الخطاب للاصلاحات الداخلية ترجم عبر التزامات واضحة وإجراءات وإنجازات ملموسة طالت المجالات الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية.
وأضاف المحلل السباسي بودن في تصريح خص به جريدة “جهات” الالكترونية، أن الطموح الأساسي للمملكة يقوم على تعزيز فرص المواطنين في تحقيق الحد المطلوب من جودة الحياة و التمكين الاجتماعي وتطوير إمكاناتهم وتعزيز ادماجهم في مسار التنمية والمشاركة في ظروف متساوية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا على أن الخطاب يراهن على بناء شروط مغرب الكرامة والتقدم وترسيخ الهوية المغربية عبر التزام مغربي بتنفيذ خطة مستقبلية لتكافؤ الفرص و القضاء على مختلف الفجوات السوسيولوجية والقانونية وغيرها بين المرأة و الرجل و الأجيال الصاعدة عبر أوراش إصلاحية تهم مدونة الأسرة ووورش الحماية الاجتماعية والاستثمار في المنظومة الصحية.
أما على الصعيد الخارجي، اعتبى محمد بودن أن الخطاب الملكي يعكس إصرارا صبورا على خدمة العلاقة بين الشعبين الشقيقين المغرب والجزائر، حيث يقدم جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للمملكة المغربية خطا تدبيريا و دبلوماسيا نموذجيا وباهرا ويخلق التوازن بحكمة وواقعية، مشيرا إلى أنه أنه في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية عبرت المملكة عن تحملها المسؤولية والمساهمة بايجابية في المحيط الإقليمي، عبر ترك مرحلة المواجهة مع الجزائر في الخلف، متمسكة، بمنطق تاريخي مغربي مشرف، بدعم خيار الحوار لأجل تطوير اندماج اقليمي ذكي.
واستطرد بودن: “إنها رؤية ملكية فريدة من نوعها من حيث الشرعية و الحكمة و تحديد الأولويات في سياق دولي مطبوع بالتعقيد وعدم اليقين، مردفا أن الخطاب الملكي يحتاج قوى حية ومشاركة مختلف الفاعبين لأجل استيعاب التحولات الجديدة والعمل على التحسين والتطوير الدائم والمستمر.