قطاع النسيج بالمغرب.. الصين تفتح آفاقًا جديدة عبر إنشاء مصانع ذكية
جهات – مواقع
في خطوة تعكس تطور الشراكة الاقتصادية بين المغرب والصين، أعلنت شركتا “شينغيي” و”سينباد” عن مشروع مشترك لإنشاء مصانع ذكية للنسيج في المغرب، بهدف تعزيز سلسلة التوريد في القطاع الصناعي بالمملكة.
ويعتمد هذا المشروع الطموح على الاستفادة من مزايا المغرب، بما في ذلك اليد العاملة المؤهلة، والموقع الاستراتيجي الذي يتيح الوصول إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية بسهولة. ومن المنتظر أن يساهم هذا الاستثمار في رفع القدرة الإنتاجية لقطاع النسيج المغربي، إلى جانب نقل الخبرات الصناعية المتقدمة وتعزيز تنافسية السوق المحلية.
ويشمل المشروع دمج أنظمة تصنيع متقدمة تعتمد على التقنيات الرقمية وإدارة العمليات الإنتاجية بشكل مباشر، مما يواكب التوجهات العالمية في القطاع، والتي تركز على السرعة والمرونة في الإنتاج.
وفي هذا السياق، أعلنت مجموعة “إس واي هولدينغز” (SY Holdings) عن شراكة استراتيجية مع “دادة سينباد” (Guangzhou Sinbad Technology Co., Ltd.) لتعزيز التوسع الدولي لسلاسل الإنتاج ومنصات التجارة الإلكترونية، وهو ما يعزز تموقع المغرب كمركز صناعي متطور.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الاستثمارات ستساهم في تحريك أكثر من 10 مليارات يوان، مما سيتيح فرصًا جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة المغربية، إلى جانب تطوير بيئة استثمارية متقدمة في قطاع النسيج.
وتمتلك “دادة سينباد” خبرة واسعة في إدارة سلاسل التوريد، حيث تدير حاليًا 30 مصنعًا في الصين وأكثر من 400 مصنع تابع، مع خطط لتوسيع نطاق إدارتها إلى 1000 مصنع ذكي على المستوى العالمي، بما في ذلك المغرب.
ومن جانب آخر، تقدم “إس واي هولدينغز” دعمًا ماليًا متقدماً، يشمل تمويل الطلبات والمدفوعات المسبقة، مما يعزز من قدرة الشركات المغربية على الانخراط في هذه المنظومة الصناعية المتطورة.
ويعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية المغرب لتعزيز جاذبيته الاستثمارية، حيث يطمح إلى ترسيخ مكانته كوجهة صناعية رائدة، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية الجارية والسياسات الحكومية التي تشجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وإلى جانب توفير فرص عمل جديدة، فإن نقل التكنولوجيا الصينية إلى المغرب سيساهم في تطوير الصناعة المحلية وتحسين قدرتها التنافسية على المستوى الدولي. كما أن استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في إدارة العمليات المالية والإنتاجية سيمكن من تحسين كفاءة التصنيع، وتعزيز التكامل بين الصناعة التقليدية والرقمية.
ويعكس هذا التعاون مدى اهتمام الصين بتوسيع نطاق استثماراتها الصناعية في إفريقيا، مستفيدة من الموقع الاستراتيجي للمغرب كبوابة للقارة. كما يتماشى المشروع مع السياسات الصينية الرامية إلى تعزيز التجارة الخارجية من خلال نماذج أعمال مبتكرة تجمع بين التمويل المتقدم وسلاسل التوريد المرنة.
وبفضل هذا المشروع، سيكون المغرب في طليعة الدول التي تستفيد من الثورة الصناعية الرابعة في قطاع النسيج، مما سيساهم في جعله مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير المنتجات النسيجية عالية الجودة.