العرائش: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تولي اهتماما خاصا للعناية بكبار السن

العرائش – تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة على مستوى إقليم العرائش، بذل جهود حثيثة من أجل تحسين ظروف عيش كبار السن وترسيخ قيم التعاون والتضامن التي يمتاز بها المجتمع المغربي قاطبة.

  وانطلاقا من فلسفتها الرامية إلى ضمان القرب والإنصات للمواطنين ومقاربتها العقلانية والبرغماتية، تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الارتقاء بالحياة اليومية للعجزة، والاضطلاع بدورها المهم في العناية بالفئات الأكثر هشاشة من المجتمع، عبر توفير ظروف مثلى ضامنة للكرامة، وفي مستوى التضحيات التي قدمها كبار السن خلال سنوات شبابهم.

  ولعل الاهتمام الكبير بهذه الفئة من المجتمع، والتي طالما حظيت بعناية مولوية سامية، يتجسد بشكل ملوس في عدد من المشاريع المندمجة التي رأت النور بإقليم العرائش، وذلك بفضل الالتزام المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

  من بين هذه المشاريع توسعة وتجهيز مؤسسة الرعاية الاجتماعية “دار المسنين” بمدينة العرائش، وهو المشروع الذي يندرج ضمن البرنامج الثاني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.

  وتطلب هذا المشروع، الذي يشرف عليه التعاون الوطني والجمعية الخيرية الإسلامية، غلافا ماليا بقيمة تصل إلى 3,7 مليون درهم، تمت تعبئتها من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويروم الرفع من الطاقة الإيوائية وتحسين ظروف التكفل بالأشخاص المسنين.

  وتحظى “دار المسنين” بتدبير وتعبئة مثاليين من قبل المشرفين على المشروع، حيث أصبحت المؤسسة مركزا بمواصفات رفيعة للتكفل بالمسنين، ومنحهم مجموعة من الخدمات بجودة عالية، إلى جانب أنها فضاء يتيح تنشيط الحياة الاجتماعية لأشخاص في خريف العمر.

  وقد شمل المشروع بناء عدد من المرافق على مستوى الدار، من بينها قاعة استقبال، و 12 غرفة، وحمامات ومرافق صحية، وغرفتين للأطر الاجتماعية، وممرات وفضاءات ومخازن.

  وأشارت سكينة القريشي، الإطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم العرائش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية M24، إلى أن هذا المشروع الذي يندرج ضمن برنامج “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعتبر ثمرة شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والجمعية الخيرية الإسلامية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني.

  وأكدت سكينة القريشي أن المشروع يكتسي أهمية خاصة بإقليم العرائش على اعتبار أنه سمح بالرفع من الطاقة الإيوائية للمركز وتمكين هذه الفئة من المواطنين من الحصول على سكن لائق في ظروف كريمة.

  من جهتها، ذكرت مديرة دار المسنين البركًي سعاد بأن هذا المشروع مكن من الرفع من الطاقة الاستيعابية للمركز من 32 إلى 82 سريرا، إلى جانب ضمان تحسين الحياة اليومية للمستفيدين، مبرزة أن الأمر يتعلق بمبادرة محمودة مكنت من ضمان توفير ظروف إيواء كريمة لنزلاء الدار.

  وأشارت إلى أن المركز يستقبل حاليا 29 شخصا، من بينهم 15 سيدة، ينحدرون من مختلف جهات المغرب، لافتة إلى أن حوالي نصف المستفيدين ينتمون لإقليم العرائش.

  أما بالنسبة للمنكَادي عبد القادر، نزيل بالدار منذ حوالي 7 أشهر، فقد وفرت له هذه المؤسسة ولباقي النزلاء إطار عيش كريم، عدا عن كونها فضاء حميميا يتيح تقاسم لحظات دفئ إنساني وتراحم اجتماعي وتآزر أخوي بين النزلاء وأطر الدار، معربا عن شكره إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على هذا المشروع الذي ساهم في الارتقاء بالحياة اليومية للنزلاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.