التقليم الجزافي للأشجار بالخميسات يثير غضب البيئيين
أثارت حملة تقليم وتشذيب الأشجار التي بدأتها جماعة الخميسات تحفظات عدة في صفوف الساكنة والناشطين البيئيين المحليين، معتبرين أنها إجهاز على أشجار المدينة ولا علاقة لها بالتشذيب.
وأثارت هذه العملية العديد من الانتقاءات، خاصة أنه جرى تعرية العديد من الأشجار من أغصانها كاملة دون أي مبرر واضح، وهو ما يضر بنمو الأشجار وقد يؤدي إلى موتها، كما يقضي على جمالية المنظر.
وفي هذا السياق، نشرت “حركة مغرب البيئة 2050″، عبر صفحتها الرسمية منشورا تحذر من خطورة الوضع، مشيرة إلى أن تدبير الأشجار بالمجال الحضري له قواعده وقوانينه “ومن واجبكم (أي جماعة الخميسات) أن تكون لكم دراية بذلك. ما تفعلون بالأشجار ليس تقليما ولا عناية بل مجازر متوحشة في حق أهم كائن حي بمدننا”.
وتابعت ذات الحركة قائلة: “أوقفوا ماكنات قتل الأشجار، أوقفوا سوء تدبير الاشجار! واستثمروا في توظيف أخصائيي المجال”.
هذا وقد نشرت الجماعة المذكورة توضيحا حول العملية، تشير فيه إلى أن الأشجار ستخضع للتشذيب لأجل “ـــالمحافظة على نموها المنتظم من جهة وحماية المارة والسائقين من كثافتها التي قد تعرقل سيرهم وتحجب رؤية إشارات المرور ومصابيح الإنارة، بالإضافة إلى تلقي مصلحة الفضاءات الخضراء العديد من الشكايات والطلبات من طرف بعض المواطنات والمواطنين والمؤسسات بضرورة شذبها وتقليمها أو إزالتها”، إلا أن المواطنين رصدوا تقطيع مجموعة من الأشجار بحيث قد لا تستطيع النمو مجددا.
كما رصدت الساكنة أن بعض الأشجار التي جرى تشذيبها بطريقة جائرة لا تلبي أي غاية من الغايات المعبر عنها في توضيح المجلس الجماعي، فلا هي تعاني من مشكل النمو الطبيعي أو في حالة غير صحية، وهي حالة الأشجار المزروعة بشارع الحسن الثاني، ولا هي تعرقل سير المارة والسائقين والمواطنين، مشددين أنه جرى تعرية الأشجار وليس تشذيبها نسبيا فقط.
هذا ويشير فؤاد بلحسن، أستاذ جامعي وناشط مدني، في منشور له، إلى أنه يُفترض في عمليات التقليم والتشذيب والقطع أن تخضع لمعايير موضوعية، يتداخل فيها الجمالي بالفني بالصحي وبتدبير المخاطر، متسائلا هل ينطبق ذات الأمر على ما تقوم به جماعة الخميسات.
ويتابع بلحسن قائلا: “بعض الأشجار لا ضرر فيها، تم قطعها بشكل شبه جذري، بعض الأشجار تم حرمان الساكنة من وظيفتها الجمالية-المشهدية بلا موجب، بعضها لا يشكل أي خطر يُذكر مع ذلك خضعت للعملية الجائرة وبعضها لم يراع الجانب الفني في تشذيبها (وقد ينتهي الأمر بوفاتها أو عرقلة نموها)، بلا شك، ثمة جانب مهم من العشوائية في هذه الصفقة غير الملائمة”.