التسول بمدينة فاس.. “مهنة” تقتات من قيم العطف والتآزر

لا يسع من يحل بمدينة فاس إلا أن يلاحظ العدد الكبير للمتسولين الذين ينحدرون من مختلف الفئات العمرية، موزعين على الشوارع الرئيسية للمدينة، وفي مداخل الأسواق، وعتبات المحلات التجارية الكبرى.

وتنتشر هذه الظاهرة بشكل رهيب حتى داخل المركبات الجامعية، ويمتهنها الأطفال الصغار عند ملتقيات الطرق، كما النساء والرجال الشيوخ في زوايا وأركان الشوارع.

وأضحت هذه الظاهرة التي تقتات على عطف وإنسانسة الساكنة تسيء للمدينة، وصورة السياحة لدى السياح الأجانب، حيث يتوزع المتسولون والمتسولات في مداخل المدينة العتيقة.

هذا وما يؤكد أن التسول أصبح مهنة هو لوجوء الشباب في كامل قواهم العقلية والبدنية إلى التسول، فضلا عن احتكار بعض المتسولين لنقط معينة، تشكل مصدرا قوية للمساعدات.

وتتفاقم هذه الظاهرة مع اقتراب الأعياد الدينية، بالإضافة إلى موعيد صلاة الجمعة، حيث يمكن للمار أن يلاحظ قدومهم في ياعات الصباح الباكر يوم الجمعة لحجز أماكن استراتيجية تسمح لهم باستعطاف أكبر عدد من المصلين.

إن هذا الوضع يسائل السلطات المحلية حول الاجراءات التي من المفروض أن تقوم بها لتحول دون تحول التسول إلى مهنة للكسب السهل لمن  ربما ليسوا بحاجة لهذا المدخول، فضلا عن توفير المساعدة اللازمة للذين هم بحاجة فعلية للمساعدة لأجل الاستمرار في العيش.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.