بن شريج: ارتفاع نسبة نجاح الإناث في التعليم مقارنة بالذكور حصيلة مثابرتهن

أثارت نتائج مباراة التعليم ضجة كبيرة، عقب انتشار أرقام تشير إلى نجاح 14 بالمئة من الأساتذة ذكور، في حين شكل الأستاذات النسبة الأكثر.

وأعطى رواد مواقع التواصل الاجتماعي تأويلات متعددة لهذه النتائج، من ضمنها أنها “سياسة الدولة لأجل كبح احتجاجات الأساتذة المتعاقدين”، أو أن الأمر يرتبط بزبونية ومحسوبية، وتمييز لصالح الإناث.

وفي هذا السياق، قال الخبير التربوي، عبد الرزاق بن شريج، إن تفوق الإنات على الذكور يطال جميع الميادين، مضيفا أنه “يمكن لكل مهتم أن يحضر حصة تدريس في أي مستوى من المستويات الدراسية، وسيلاحظ دون عناء تجاوب وتفاعل المتعلمات والطالبات مع الدرس أكثر وأحسن من تفاعل المتعلمين، مما يدل على اهتمام الإناث بالدراسة والتحصيل أكثر من اهتمام الذكور”.

وأكد بن شريج، في تصريحه لجريدة “جهات” الإلكترونية، أنه بالرجوع للإحصائيات السنوية التي تضعها وزارة التربية الوطنية بموقعها الإلكتروني سنكتشف تفوق المتعلمات في كل المستويات وكل التخصصات، مشيرا، في سياق مباراة التعليم، إلى أن ارتفاع نسبة نجاح الإناث في مباراة أطر الأكاديميات تحصيل حاصل، “فالوسط الاجتماعي الثقافي يساعد الإناث على الالتصاق بالأسرة والعائلة وبالتالي الصبر على متابعة الدراسة والتحصيل، وفي المقابل الذكور يرغبون في الاستقلال والابتعاد عن الأسرة وبالتالي البحث عن ربح وعمل أو مدخول بسرعة”.

واعتبر الخبير التربوي أن الحديث عن اكتساح الإناث لمقاعد مباراة التعاقد خبر غير دقيق، وذلك لغياب معطى أساسي، وهو نتائج الانتقاء الأولي حيث إن عدد المترشحات للمباراة أكثر بكثير من المترشحين، وبالتالي فنسبة الذكور الناجحين، حتى لو لم تكن جيدة مقارنة بالإناث، فليست بالصورة التي سوق لها الإعلام.

وتابع بت شريج قائلا: “صحيح أن عدم ثقة المواطن في كل ما تقوم به أو تبرمجه أو ما تعلن عنه أغلب مؤسسات الدول يدفعنا للتساؤل حول السبب السياسي لارتفاع نسبة الإناث، وهل الدولة أو الحكومة الحالية تؤمن بفكرة “غياب الحس النضالي عند المدرسات”، ولكن الحقيقة المؤكدة هي انضباط العنصر النسوي في كل الميادين وكل المجالات، وبالتالي كما سبقت الإشارة، هذه النتائج هي “تحصيل حاصل”، فالاجتهاد يساوي النجاح”.

وأضاف ذات المتحدث أن تجربته الشخصية في ميدان التأطير والمراقبة التربوية لأزيد من 30 سنة جعلته يقتنع بأن الإناث أكثر اهتماما ونجاحا في ميدان التربية والتكوين، وتكوينهن البيولوجي والوجداني والعاطفي يساعدهن على كسب ثقة المتعلمات والمتعلمين، وبالتالي تحقيق مردودية أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.