تنمية.. أوراش غيرت من ملامح العاصمة والنواحي

تعرف جهة الرباط – سلا- القنيطرة، خلال السنوات الأخيرة ، دينامية تنموية متفردة، بفضل مشاريع كبرى مهيكلة، منجزة أو مسطرة في إطار برنامج ” الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية “.

وهكذا، سجلت مدينة الرباط ونواحيها في السنة الجارية إطلاق وتنفيذ جملة من المشاريع ذات طابع اقتصادي واجتماعي وثقافي، تجعل من عاصمة المملكة قطبا بامتياز.

وجديد هذه المشاريع المحطة الطرقية الجديدة التي التي أشرف على تدشينها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 28 نونبر الماضي، كمشروع يهيكل المدخل الجنوبي لمدينة الرباط، ويساهم في تحديث قطاع النقل بين المدن على مستوى عاصمة المملكة، وكذا تعزيز إشعاع صورة المدينة وتعزيز جاذبيتها.

وقد أنجز هذا المشروع، الذي كلف تعبئة استثمارات بقيمة 245 مليون درهم، على مساحة أرضية تفوق 8 هكتارات، ووفق هندسة معمارية متفردة تزاوج بين الأصالة والمعاصرة. ويتميز بموقعه عند المدخل الجنوبي للطريق السيار الرباط- الدار البيضاء وعلى مقربة من المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله.

وتستجيب المحطة الطرقية، التي أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغال إنجازها في أكتوبر 2017، لضوابط معمارية حديثة تتيح تثمين الفضاءات الداخلية، من أجل تدبير سلس لحركة المسافرين، وتعزيز جاذبية المحيط الخارجي وضمان مقومات الأمن والسلامة وجودة الخدمات.

كما تعتبر بنية لوجستيكية من الجيل الجديد، حيث تعتمد في تسييرها على نظام معلوماتي متكامل للتدبير يمكن من تحسين ظروف استقبال وإرشاد المسافرين، وضمان إدارة مثلى لعمليات نقل المسافرين واللوجستيك بالإضافة إلى تسهيل عمليات اقتناء تذاكر السفر.

وعلى مستوى التنقل الحضري، وسعت شركة “طراموي الرباط-سلا” مجال عملها وأصبحت شركة “الرباط الجهة للتنقل”، باعتبارها فاعلا رئيسيا جديدا للتنقل المستدام داخل التجمع الحضري الرباط-سلا-الصخيرات-تمارة.

ويشكل هذا التحول المؤسساتي، الذي يندرج في إطار الانخراط في السياسة الوطنية للحكامة في مجال التنقل المندمج، مرحلة مهمة وقفزة ’’نوعية’’ في تنظيم وتدبير مختلف وسائل النقل الحضري.

وتحت التسمية الجديدة ’’الرباط الجهة للتنقل’’، تستفيد الشركة من بنية قوية تراكم حوالي 15 سنة من الخبرة، ومعترف لها سواء على الصعيد الوطني أو الدولي بخبرتها وببحثها الدائم عن التجديد، مع مهمتها الجديدة المتمثلة في رفع التحديات الكبرى للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكذا البيئية التي تنتظرها المنطقة من أجل بناء مستقبل دائم للتنقل داخل التجمع الحضري الرباط- سلا – الصخيرات – تمارة.

وعلى صعيد البنيات التحتية القضائية، أطلق قصر العدالة الجديد بالرباط، الذي يضم المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف ، في شهر نونبر الماضي ، رسميا خدماته الموجهة للمتقاضين ومهنيي العدالة. ويمتد هذا المبنى الجديد على مساحة هكتارين، منها 46 ألف متر مربع مغطاة. ويضم ثمانية طوابق فضلا عن طابق تحت أرضي وآخر أرضي. ويضم 18 قاعة للجلسات موزعة بين المحكمتين (عشر منها تابعة للمحكمة الابتدائية وثمان لمحكمة الاستئناف)، بالإضافة إلى مكاتب استقبال بها 11 شباكا لكل محكمة، ومكاتب مخصصة للمسؤولين القضائيين والإداريين، وقاعتين للاجتماعات، ومكتبتين وقاعة للتكوين.

ويشمل قصر العدالة ، أيضا ، مقهى، وقاعة للصلاة، وفضاء مخصصا للمحامين، و306 مكتبا للقضاة والموظفين، بالإضافة إلى أماكن للاحتجاز.

وبدوره، استقطب قطاع الصحة استثمارات مهمة لإعادة تأهيل وبناء فضاءات طبية جديدة، منها رصد غلاف مالي بقيمة 1،1 مليار درهم مخصصة لإنجاز مستشفى جديد تابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، و182 مليون درهم لبناء المركز الاستشفائي الإقليمي بالقنيطرة، و90 مليون درهم لمستشفى القرب بسيدي يحيى، و88 مليون درهم لمستشفى القرب بجرف الملحة، و80 مليون درهم لمستشفى القرب بتامسنا، و70 مليون درهم للمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط.

وفضلا عن ذلك، خصص غلاف مالي إجمالي يناهز 227 مليون درهم لعدد من البنيات الطبية كالمركز الطبي للقرب بسلا (67 مليون درهم)، ومستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالقنيطرة (65 مليون درهم)، والمركزين الاستشفائيين الإقليميين الجديدين بكل من الخميسات (65 مليون درهم)، وتمارة (30 مليون درهم).

ينضاف إلى ذلك مشروع بناء المركز الاستشفائي الجامعي “ابن سينا” الجديد بالرباط ، والذي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقة أشغاله في ماي الماضي.

قطاع التعليم بدوره لايستثنى من هذه الدينامية ، حيث استفادت المنطقة من العديد من البرامج في هذا المجال.

ويندرج في هذا الاتجاه بناء وتجهيز نواة جامعية في الخميسات بمبلغ 10 ملايين درهم ، وكذلك كلية سيدي قاسم متعددة التخصصات (10 مليون درهم). أما بالنسبة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فستقوم بتخصيص غلاف مالي بقيمة 304 مليون درهم لبناء 14 مدرسة ابتدائية و 12 اعدادية و 10 ثانويات.

تماشيا مع هذه الدينامية ، تم تزويد جهة الرباط -سلا- القنيطرة مؤخرا بالقطب الجامعي الجهوي ، والذي يضم أربع جامعات في الجهة ، وهي جامعة محمد الخامس بالرباط ، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة. ، وجامعة الرباط الدولية وجامعة للعلوم الصحية.

هذا الائتلاف الأكاديمي، الذي يهدف إلى جعل المغرب وجهة الرباط- سلا- القنيطرة واحدة من المنصات الإفريقية لاقتصاد المعرفة ، فضلا عن كونها مركزا قاريا وحتى دوليا للتكنولوجيا الفائقة ، يمثل أكثر من 41 مؤسسة ، مع ما يفوق 3400 أستاذ وأكثر من 2000 موظف إداري ، لأكثر من 190 ألف طالب و 26 ألف خريج في 900 تخصص.

وفي ما يتعلق بالمخططات الصناعية والاستثمارية ، فإن الجهة قطعت خطوات مهمة إذ أن العديد من المشاريع قيد التفعيل أو في طور الإعداد ، ولا سيما المنطقة الصناعية “عين الجوهرة” أو مناطق التسريع الصناعي في بوقنادل وتكنوبوليس والمنطقة الحرة الأطلسية ( القنيطرة) ، مما أدى الى جعل الجهة مركزا صناعيا ذي قيمة مضافة عالية.

باستحضار منجزات وأوراش جهة الرباط سلا القنيطرة يتضح للمراقب بأن الجهة تغير صورتها بفضل ديناميتها المتجددة ، وهو أمر يدخل السرور لساكنتها ولزوارها وكذا السياح العابرين، الذين أصبحت تشكل العاصمة بالنسبة لهم محطة أساسية في زيارتهم للمغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.