غرب إفريقيا.. البنك الإفريقي للتنمية يوافق على منحة بقيمة 7,4 مليون دولار لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة
وافق مجلس إدارة مجموعة البنك الإفريقي للتنمية على تقديم منحة قدرها 7 ملايين و443 ألف دولار، في إطار “البنية التحتية الصحية للجودة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لمحاربة أمراض المناطق المدارية المهملة”، المنتشرة على الحدود المشتركة لبوركينا فاسو والنيجر ومالي.
وأوضح بلاغ للبنك أن منظمة الصحة لغرب إفريقيا ستكون هي الوكالة المنفذة للمشروع، بتمويل من صندوق التنمية الإفريقي، الذي يعد الذراع الميسرة لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، مبرزا أن صندوق التنمية الإفريقي يتكفل بنسبة 90 في المائة من التكلفة الإجمالية للمشروع، في حين تغطي منظمة الصحة لغرب إفريقيا الباقي.
وتشمل أمراض المناطق المدارية المهملة حوالي عشرين حالة من أصل جرثومي وفيروسي وطفيلي وفطري وغير معدي. وفي بلدان غرب إفريقيا الثلاثة، يعد داء البلهارسيات وداء الفيلاريات اللمفي وداء الديدان الطفيلية المنقولة بالتربة وداء كلابية الذنب والتراخوما الأكثر انتشار ا، مع عواقب صحية واجتماعية واقتصادية مدمرة. وبحسب المصدر ذاته، فغالب ا ما ترتبط أمراض المناطق المدارية الم هم لة بتشوهات م نه كة ومشوهة، تؤدي إلى الوصم والتمييز ، وي عتقد أنها هي السبب في 5,6 مليون سنة من الحياة المعدلة حسب الإعاقة، حيث تؤثر بشكل أساسي على المجتمعات الفقيرة، وبشكل غير متناسب بين النساء والأطفال.
وتعد بوركينا فاسو والنيجر ومالي، التي لا يتمتع سكانها بفرص كافية للحصول على الخدمات الاجتماعية الأساسية، من بين أفقر البلدان في القارة. وتثبت منطقة الحدود الثلاثة التي يستهدفها المشروع، أنها تعاني من هشاشة متعددة الأبعاد، بين عدم الاستقرار السياسي والهشاشة الاقتصادية والمشاكل الأمنية ونزوح السكان (أكثر من 2,6 مليون نازح داخلي ولاجئ في شتنبر 2022، وفق ا لبيانات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين). وأدى تزايد انعدام الأمن إلى إغلاق 130 مركزا صحيا، كما أدى التهجير القسري للسكان إلى زيادة الضغط على الخدمات الاجتماعية التي لا تزال موجودة.
وبفضل المشروع، الذي يستهدف 30 منطقة صحية حدودية (10 لكل دولة)، ستتم إعادة تأهيل العديد من المؤسسات الصحية وتزويدها بما يكفي من معدات المياه والصرف الصحي، وحوالي خمسة عشر مختبرا مجهزا، فضلا عن اثني عشر مخزنا طبيا مركزيا، وذلك من أجل تحسين جودة التشخيصات المتعلقة بأمراض المناطق المدارية المهملة ورعاية المرضى، بالإضافة إلى مهارات طاقم التمريض.
وتظهر العديد من الدراسات المزايا الاقتصادية والمالية لبرامج مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة، التي تؤثر بشكل خاص على الإنتاجية في المناطق الزراعية وتثقل كاهل الدخل الأسري المنخفض والميزانية الصحية للبلدان المعنية. ففي بوركينا فاسو، على سبيل المثال، سيؤدي القضاء على داء البلهارسيات إلى زيادة متوسط مردودية المحاصيل بحوالي 7 في المائة ، بل وحتى 32 في المائة بالنسبة للمجموعات ذات معدلات الإصابة المرتفعة.