دعوة من الرباط إلى مواصلة تنزيل الرؤية الاستباقية الملكية في مجال الأمازيغية

دعا مشاركون في ندوة فكرية التأمت أمس الجمعة بالرباط إلى مواصلة تنزيل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال النهوض بالأمازيغية، وتعزيز حضورها في الحياة العامة.

وأكد المشاركون، خلال هذه الندوة التي نظمت بمناسبة الذكرى 55 لتأسيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، حول موضوع “الأمازيغية من المطلب إلى سبل تفعيل الطابع الرسمي .. أية استراتيجية وأية تدابير؟”، أن خطاب أجدير، وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، علاوة على ترسيم الأمازيغية، تعد من المكاسب التي راكمتها اللغة والثقافة الأمازيغيتين من أجل النهوض بهما، داعيا إلى تثمين هذه المسارات في أفق استكمال التنزيل الدستوري لمقتضيات ترسيمها على مستوى مختلف المجالات والقطاعات.

وأبرز الحسين آيت بحسين، عن مجلس حكماء الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، في مداخلة له تحت عنوان “مأسسة الأمازيغية بين التزامات الدستورية والتدابير الحكومية”، أن القانون التنظمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية انتظر أكثر من ثماني سنوات بعد دسترة هذه اللغة ليخرج إلى حيز الوجود، مضيفا أنه لم يتم إحداث المؤسسة المنوطة بها حماية وتنمية اللغة الأمازيغية الى حدود الساعة.

وذكر، في هذا السياق، بصدور القانون التنظيمي رقم 16 – 26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في الحياة العامة ذات الأولوية في شتنبر 2019، والقانون التنظيمي رقم 16-04 المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية في مارس 2020، والمصادقة على حرف تيفيناغ وغيرها.

من جهته، دعا الفاعل الجمعوي والكاتب المسرحي، أحمد زاهد، بالمناسبة، إلى ضرورة فتح حوار وطني حول الأمازيغية باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة ومسؤوليه وطنية يتعين النهوض بها من قبل الجميع، وفقا لما ورد في الخطب السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشددا على أهمية استلهام روح خطابات جلالة الملك، باعتبارها أرضية هامة لإعطاء دفعة قوية للأمازيغية في المجال الثقافي والتربوي والفني .

ومن جانبه، أبرز محمد بنعبد القادر، الباحث في علوم التواصل والوزير السابق، الخصائص البيانية والتعبيرية للغة الأمازيغية، والتي استطاعت بفضلها الصمود عبر الأزمنة الماضية من خلال التراث الثقافي واللغوي، مضيفا أن الدستور المغربي حرص على إبراز هذه التعددية الثقافية والحضارية التي يزخر بها تاريخ المغرب. أما مصطفى الخلفي، الباحث والرئيس السابق للمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة والوزير السابق، فقد أكد على أهمية تعزيز حضور الأمازيغية في مجالي الإعلام، ولا سيما في مجال التعليم الذي لايزال يواجه صعوبات كبيرة في إدراج هذه اللغة ضمن مناهجه التربوية، وذلك بالنظر إلى قلة الموارد البشرية القادرة على تدريس اللغة الأمازيغية، مشيدا ، في هذا السياق، بالجهود التي تبذلها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في سبيل النهوض باللغة الأمازيعية وتعزيز حضورها في الحياة العامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.