حفرة الكتب بفاس.. حيز مكاني ضيق بآفاق علمية رحبة

تتموقع “الحفرة” بحي الليدو بفاس، غير بعيدة عن المركب الجامعي ظهر المهراز، لتشكل بذلك بؤرة يحج لها الطلبة والباحثون والأكاديميون تنقيبا عن الكتب المستعملة والنادرة، عند عشرات الباعة.

وكما تعبر عنها تسميتها، يمتد هذا الفضاء الذي يعبق بالعلم والمعرفة في مجال جغرافي محدود، يتميز بانحداره مقارنة بمستوى الشارع الرئيسي، ولا يوحي مظهره الخارجي الذي يكشف عن سقف مغطى بالقزدير والبلاستيك، وجدران متهالكة عن ما يحتويه بين دروبه من كتب.

ولا زالت الحفرة رغم التحولات التي شهدتها المنطقة بمجملها، ورغم التغير الذي طال وثيرة المطالعة والاهتمام بالكتب، تنبض بروح العلم، وتستمر في تلبية حاجيات كل من يحج لها سواء من داخل المدينة أو خارجها.

“با حسن”، أحد كتبيي “حفرة الليدو”، أكد أن الطلب على الكتب يستمر في التراجع، حيث يقل عدد زوار الحفرة يوما بعد يوم، مشيرا غلى أن طبيعة الكتب المبحوث عنها تغيرت هي كذلك، “فأصبحنا ولأجل مواكبة سوق الكتب نقتني الجديد أيضا من روايات وكتب التنمية الذاتية لنضمن استمرار عملنا”.

وأوضح “با حسن”، في تصريحه لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن هذا التراجع يجعل الباعة يقبلون أيضا على المتاجرة في المقررات المدرسية المستعملة، مضيفا أن ما يجعله يستمر في هذا العمل هو شغفه بهذه المهنة، والتي تتيح له لقاء ومشاركة أحاديث مع بعض الباحثين والطلبة الطموحين الباحثين عن العلم بين أكوام الكتب المرصوصة على طاولات كتبيي الحفرة.

من جهة أخرى، قال محمد، طالب باحث بكلية الآداب ظهر المهراز، أن حفرة الليدو هي المتنفس الأكبر لطلبة فاس، حيث تتيح مختلف المراجع العلمية والفكرية والأدبية بأثمنة تناسب جيوب الطلبة، مضيفا أن حضور الكتاب الرقمي أصبح يزاحم الكتاب الورقي بسبب مجانية الأول، إلا أنه لا يمكن أن يقدم نفس إحساس القراءة عبر ملامسة الصفحات الورقية وتسجيل الملاحظات على هامشها.

وأكد محمد في تصريحه أن القيمة المضافة لسوق الليدو ليست في أثمنة الكتب المستعملة فقط، بل في احتواء هذه المعلمة على مراجع نادرة وقيمة يصعب العثور عليها في المكتبات الجديدة، نظرا لعدم طباعة نسخ جديدة، مشيرا إلى أن ساحة جامعة ظهر المهراز بدورها تضم كتبيين عديدين، يسهرون على توفير المراجع، وأحيانا طباعة الكتب غالية الثمن بحيث يصبح اقتناءها ممكنا للطلبة.

هذا ولا يزال سوق الليدو/الحفرة مستمرا في تقديم خدماته، ومحافظا على مكانته الاعتبارية في صفوف ساكنة فاس طلبة وأساتذة ومواطنين، بعد انقضاء ما يزيد عن 30 سنة عن إنشائه، حيث تم تأسيس سوق “الليدو” عام 1991، من خلال 5 أكشاك كانت تعرض كتبها بالقرب من الجامعة،إلى أن وصل عدد تلك الأكشاك حاليًا إلى قرابة الـ30.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.