كريمة غانم: الخطاب الملكي ثورة هادئة وتحديد ملموس للقواعد التي تحكم العلاقة مع المغرب

ركز الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء على الإنجازات الملموسة في الأقاليم الجنوبية للمملكة على كافة الأصعدة، مؤكدا على مواصلة مسيرة التنمية بالأقاليم الجنوبية، من خلال البرنامج التنموي المندمج الذي يستجيب لانشغالات وتطلعات سكان هذه الأقاليم، وكذا انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي من خلال المشروع الضخم المتمثل في أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب.

واعتبرت كريمة غانم، المحللة السياسية والخبيرة في العلاقات الدولية، أن الخطاب الملكي الأخير يقدم استمرارا ملموسا للخطابات السابقة التي سبق أن حددت القواعد التي تحكم علاقات المغرب مع شركائه، مما يضع حدا لأي خطاب مزدوج أو موقف صراعي بشأن نزاع الصحراء، وهو المنظور الذي ينظر المغرب من خلاله إلى بيئته الدولية.

وأكدت كريمة، في تصريحها لجريدة جهات الإلكترونية، أن الخطابات الملكية السابقة أوضحت بما لا يترك مجالا للشك أن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والتي لا تخضع للمفاوضات إلا للتوصل إلى حل سياسي واقعي ومقبول، شرط مسبق اليوم لأي اتفاق شراكة من أي نوع، بما في ذلك الاتفاق الاقتصادي، مشيرة إلى أن المقاربة التي ينهجها المغرب اليوم لمعالجة النزاعات الإقليمية والدولية عبر اعتماد الوساطة والديبلوماسية الوقائية،في اتصال بالاصلاحات الاقتصادية والتنموية، ما هو الا تكريس لرؤية متبصرة للمساهمة في حل هذا النزاع المفتعل.

وأضافت ذات المتحدثة أن الأقاليم الجنوبية أصبحت قطبا رائدا على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والديبلوماسي، حبث تتيح ربط الجنوب بالشمال، وتستقطب إلى جانب الاستثمارات الأجنبية الكبرى التمثيليات الديبلوماسية، معتبرة أن إيلاء الخطاب الملكي أهمية لما حققته هذه الأقاليم من تطور يكرس الالتزام الملكي والحكومي بهذه الأقاليم، ويعد وسيلة مركزية لتعبيد الطريق لأجل التنزيل الفعلي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، باعتبارها الإطار الوحيد المرجعي والواقعي لحل هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وفي مستوى ثالث، أوضحت كريمة أن الخطاب الملكي أكد على البعد الجهوي لمشروع الغاز المغرب نيجيريا، خصوصا بعد انخراط منظمة دول غرب إفريقيا والتزام العديد من المؤسسات المالية الكبرى على المستوى الدولي بانجاز هذا المشروع، حيث سوف يمكن ما يقارب 440 مليون نسمة من الاستفادة من فرص الشغل والاستثمار، والتنمية الاقتصادية، هذا بالإضافة إلى إمدادها بالاحتياجات الأساسية الملحة من الأمن الطاقي والغذائي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.