بنشريج لجهات: مقاربة “طارل” استيراد فاشل على غرار باقي المشاريع التعليمية المستوردة

تنزيلا لخارطة طريق إصلاح منظومة التربية الوطنية 2022-2026، اعتمدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خلال الموسم الدراسي الحالي 2022/2023 مقاربة Teaching at the Right Level” ( مقاربةـ TaRL) أي “التدريس وفق المستوى المناسب”.

وترتكز مقاربة طارل الهندية، والتي تعتمدها مؤسسة “pratham” (براثام للتربية والتعليم) على معالجة التعثرات المتراكمة لدى المتعلمات والمتعلمين باعتماد تشخيص دقيق بواسطة رائز بسيط بشكل فردي؛ كما تنوي الوزارة الوصية تعميمها على جميع المؤسسات الابتدائية بمختلف جهات المملكة انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل.

وفي هذا السياق، قال الخبير التربوي عبد الرزاق بن شريج، إن المنظومة التربوية المغربية اقتاتت على الاستيراد الفاشل منذ بداية الاستقلال، حيث عمدت الوزارات المتعاقبة على استيراد تقنيات وأدوات ومنهجيات من خارج المغرب، محاولة تطبيقها وطنيا، وكلها باءت بالفشل، مشيرا أن ذات الأمر ينطبق على مقاربة “طارل”.

وأكد بن شريج، في تصريحه لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن عملية تنزيل هذه المقاربة هي عملية فاشلة كسابقاتها، مستشهدا بأن تكوين كل المدرسين الممارسين الذين تجاوز عددهم 260000 يعد أمرا مستحيلا، خاصة أن الوزارة تسعى لتعميمها على كل المؤسسات التربوية السنة المقبلة 2023/2024، في ضوء احتقان كبير داخل المنظومة.

ويضيف الخبير التربوي أنه قد آن الأوان لابتكار أدوات ومنهجيات مغربية، مشيرا في مستوى أول إلى أن هذه المقاربة هي مقاربة تكميلية، “قد يحتاجها المدرس إن فشل في القيام بالعملية المركزية المتمثلة في تقديم الدروس، فضلا على أن المشكل الحقيقي يكمن في أن طرق التدريس لم تجدد بالمنظومة المغرببة منذ سنوات”، وفي مستوى ثان “أن ثلاثة أرباع الأساتذة المفروض عليهم التعاقد لم يكوَّنوا بما يكفي لإتقان منهجيات تقديم الدروس، زد على ذلك أنه لا يمكن إتقان عملية الدعم دون اتقان عملية التدريس”.

وتعليقا على تصريحات وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بن موسى، عقب تقديمه لنتائج خارطة الطريق 2022/2026، والتي أكد فيها أن تبني هذه التقنية جاء بناء على تشخيص تم السنة الدراسية الماضية ببعض مؤسسات التعليم الابتدائي في المغرب، يضع بن شريج يده على موطن التناقض حيث يشير إلى أن التشخيص تم بالاعتماد على أطر وزارة التربية الوطنية، بينما التحقق من نتائج الرائز تم بمساعدة فريق جمعية معينة، والعلاج مستورد من الهند.

ويعتبر بن شريج أن وعود الوزير الوصي القائلة بسعيه من خلال هذه التقنية إلى استرجاع الثقة فِي المدرسة العمومية وجودتها باطلة، حيث يرى الخبير التربوي أنه “لن تعود الثقة والجودة بالاعتماد على الرباعي المركزي الذي استمر بالوزارة أكثر من 14 سنة وشارك في كل ما أصاب الوزارة من كوارث”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.