ساكنة فاس تنتفض في وجه شركة النقل العمومي
تشهد مدينة فاس منذ ما يزيد عن أسبوع احتجاجات متفرقة وتلقائية في العديد من النقط المركزية لمحطات الحافلات العمومية “سيتي باص”، تنديدا بنوعية الخدمات المقدمة.
ولا تعتبر هذه الاحتجاجات الأولى من نوعها، حيث شهدت فاس في السنوات الماضية أيضا موجات غضب واحتجاج ضد ذات الشركة لنفس الأسباب.
- احتجاجات ميدانية عفوية وقوية
عرفت محطة الحافلات ولاد حمو بجماعة ولاد الطيب نواحي فاس احتجاجين في ظرف أسبوع، تخللهما إيقاف الحافلات من قبل التلاميذ والساكنة لأزيد من أربع ساعات احتجاجا على تأخر هذه الأخيرة وحالتها المهترئة، فضلا عن محدودية طاقتها الإستيعابية التي لا تتناسب وحجم الساكنة بالمنطقة.
في الوقت ذاته، شهدت ساحة فلورونس بقلب مدينة فاس على غرار ساحة سيدي بوجيدة بقلب المدينة القديمة وقفات خلال اليومين السابقين للاحتجاج على ذات الأسباب، وهو ما يعبر عن ارتفاع منسوب الاحتقان لدى الفاسيين تجاه هذا الوضع الكارثي.
ذات الاحتجاجات تكررت عند محطة الخط 31 الذي يربط الحي الجامعي سايس 1 بكليات ظهر المهراز، من قبل الطالبات القاطنات في هذا الحي منذ ترحيلهن من حي ظهر المهراز خلال الموسم الجامعي 2016/2017، نظرا لوجود حافلتين فقط في هذا الخط، فضلا عن غياب أي وسيلة نقل أخرى تربط بين المنطقتين المتباعدتين بما يزيد عن 7 كلم.
وفي هذا السياق، أكدت الطالبة م.ك أن هذا الوضع استمر طيلة الموسم الدراسي الماضي، وهو ما خلف لأكثر من مرة تأخر الطالبات عن حصصهن بل في فترة الامتحانات أيضا، مؤكدة أن “نفس السيناريو يتكرر الآن ومنذ انطلاقة هذا الموسم”.
واعتبرت الطالبة م.ك في تصريحها لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن هذه الحافلات غير صالحة للنقل، حيث قالت: “في السنة الماضية خلال فترة الشتاء يستمر سقف الحافلة في تسريب المياه، فنصل للجامعة مبللين بالمطر وكأننا قطعنا هذه المسافة مشيا على الأقدام، أما خلال الصيف فتتكرر حوادث إشتعال النار في محرك الحافلة، وسبق أن حدث تدافع أثناء هروب الطالبات من داخل الحافلة أدى لإصابة العديد منهن”.
- احتجاجات افتراضية صاخبة
وفي ذات السياق، عبر العديد من المحتجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استعدادهم للتصعيد والاستمرار في الاحتجاج إلى أن تتدخل الجهات المعنية لتسوية الوضعية مع هذه الشركة.
وقد لقيت هذه الاحتجاجات صدى واسعا عبر موقع فايسبوك، حيث انخرط مختلف الفاسيين في حملة تحت عنوان “بغينا-طوبيسات-فاس”، يقومون فيها ببث فيديوات للحافلات المهترئة وهي تنفث الدخان بشكل كبير، فضلا عن مشاركة صور لها وهي ممتلئة عن آخرها بحيث يتدلى بعض ركابها من الأبواب، بالإضافة إلى صور لها وهي متوقفة بأسباب الأعطال المستمرة، مع تعبيرات عن السخط وعدم الرضا بهذا الوضع.
وعرفت هذه الحملة مشاركة مجموعة من الأساتذة الباحثين أبناء المدينة وفاعلين سياسيين ومدنيين، حيث قال ك.ع، فاعل مدني وسياسي بالمدينة إن “مسألة النقل العمومي، مسألة استراتيجية داخل المدينة، فتوفير نقل عمومي جيد داخل مدينة فاس وغيرها، يساهم في حل الكثير من المشاكل ليس فقط للطبقات الفقيرة، بل حتى للطبقات المتوسطة، من أجل أن تضع سياراتها جانبا، إذا توفر نقل عمومي جيد يراعي كرامة الإنسان، مما يساهم في التقليل من الاكتظاظ والثلوث البيئي، وأيضا في الحد من استهلاك الوقود الذي يباع بأثمنة خيالية في المغرب، نقل عمومي جيد ومتواجد في كل أحياء المدينة، يساهم في حل مشكل السكن والتكدس في أماكن قريبة من العمل، أو المرافق الضرورية، والأمر ليس من باب الإستحالة، فهناك الكثير من التجارب الناجحة، في الرباط ،طنجة، مكناس، لتبقى فاس المدينة الأكثر فشلا في تدبير النقل العمومي منذ عقود”.
وفي ذات الإطار، دون أستاذ جامعي عبر صفحته الرسمية ما يلي: