تخريب موقع أثري تاريخي بزاكورة لإقامة ضيعة “دلاح” يثير غضب الهيئات المدنية

عرف الموقع الأثري واخير (Ouakhir) المتواجد بجماعة كتاوة، إقليم زاكَورة، المسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية تحت رقم 150039، إتلافا بسبب الأشغال المرافقة لإنشاء ضيعة فلاحية خاصة بزراعة البطيخ الأحمر.

وأثار هذا الخبر استنكار العديد من الهيئات المدنية والجمعوية المحلية والوطنية، معتبرين أنه تدمير للتراث الوطني واستخفاف بأهميته.

حيث عبر المرصد الوطني للتراث الثقافي في بلاغ له عن استنكاره لهذه الواقعة، مشيرا إلى أن “استعمال آليات ثقيلة من أجل شق المسالك وإعداد الحقل وحفر الحوض المائي، تسبب في كسر وتدمير وطمر الغالبية العظمى من نقوش الموقع، حيث تبقت ثلاثة نقوش صخرية فقط من العدد الأصلي الذي كان يقارب المائة”.

وكشف المرصد، أن “التدمير شمل أيضا تمركزات لأدوات حجرية تغطي  معظم فترات ما قبل التاريخ، في هذا الموقع الذي كان يضم نقوشا صخرية منجزة بأسلوب ”تازينا”، وهي ذات قيمة أثرية وتراثية وجيولوجية لا تقدر بثمن، يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث”، وفق ذات البلاغ.

في ذات السياق، أعربت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بزاكورة، عن قلقها الشديد إزاء هذا “التدمير”، مستنكرة “هذه الأعمال غير المسؤولة، التي نتج عنها تخريب جزء مهم من التراث المادي الوطني والإنساني وإلحاق الضرر بالمواقع الأثرية المغربية الشيء الذي يفقدها قيمتها العلمية والتاريخية”.

وأشارت العصبة في بلاغ لها أن هذا التدمير طال العديد من المواقع الأثرية بجهة درعة-تافيلالت، بدأ من موقع أكدز، وموقع تيزي مكاربية، وموقع تمساهلت بزاكورة، وموقع اوراغن وبوكركور بإقليم الرشيدية، مطالبة السلطات الإدارية بـ”التدخل العاجل لوقف مسلسل التخريب الذي ارتفعت وتيرته بشكل مقلق، والذي يهدد التراث الأثري خصوصا في جهة درعة تافيلالت التي تعد الأكثر تضررا على المستوى الوطني، وفتح تحقيق عاجل في الواقعة مع ما يترتب على ذلك قانونيا”.

وكتب محمد عبيوي، رئيس جمعية فم الشنا للفن الصخري، تنزولين، إقليم زاكورة، في تدوينة له عبر فايسبوك، “كمواطن مغربي ومهتم بالفنون الصخرية، ومدافع عن هذا الإرث الثقافي الإنساني، تلقيت بانزعاج عميق نبأ تخريب موقع النقوش الصخرية”واخير” Ouakhir” بجماعة كتاوة”، مؤكدا أن فداحة هذا الفعل اللامسؤول والمتهور، في حق جزء من التراث المادي الوطني والإنساني تستدعي تحالف مختلف الهيئات والباحثين المتخصصين للتنسيق وتوحيد الجهود للترافع والدفاع عن التراث الأثري الوطني وصونه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.