الأزمة الطاقية الأوروبية ستوجه اهتمام المزارعين نحو المغرب
ستؤثر أسعار الكهرباء والغاز المرتفعة في أوروبا على المحاصيل المزروعة طوال فصل الشتاء في البيوت الزجاجية الساخنة مثل الطماطم والفلفل والخيار وكذا تلك التي تحتاج إلى وضعها في التخزين البارد، مثل التفاح والبصل والأنديف.
وفي هذا السياق يخطط المزارعون البريطانيون لنقل إنتاجهم إلى البلدان الأكثر دفئًا مثل المغرب هذا الشتاء لضمان الأمن الغذائي.
وينطبق ذات الأمر على العديد من المستثمرين الزراعيين في الخضروات في شمال وغرب أوروبا، حيث يفكرون في إغلاق عملياتهم بسبب التكلفة المالية لأزمة الطاقة التي تهدد الإمدادات الغذائية بشكل أكبر.
وتعد أسعار البنزين المرتفعة هي أكبر تكلفة يواجهها مزارعو الخضروات التي تنمو داخل البيوت البلاستيكية، فضلا عن الكهرباء، حيث كشفت جرائد فرنسية ارتفاع تكلفة عقود الكهرباء لعام 2023 بعشرة أضعاف مما كانت عليه في عام 2021، هذا إلى جانب الارتفاع الذي شهدته تكاليف الأسمدة والتعبئة والنقل، وهو ما ينعكس سلبا على هوامش الأرباح.
وفي هذا السياق، كشفت الجمعية التعاونية الألمانية Reichenau-Gemüse التي تغطي مساحاتها الزراعية حوالي 60 هكتارًا أنها تواجه زيادة إجمالية في تكاليف الإنتاج بنحو 30٪، تشكل الطاقة ما بين نصف وثلثي تكاليف هذه النفقات الإضافية.
فمن جهة، ستتجه البلدان الأوروبية إلى استيراد أكثر للمنتوجات الغذائية خاصة من المغرب ومصر وتركيا، كما ستلجأ للاستثمار في الزراعة داخل هذه البلدان بغية تفادي هوامش واسعة من النفقات.
لكن من جهة ثانية، هل سيكون المغرب قادرا على استيعاب هذه الاستثمارات الفلاحية في ظل أزمة المياه التي يواجهها؟ يظل الجواب رهينا بشكل كبير بالموسم الفلاحي المقبل، ومستوى التساقطات التي سيشهدها.