نداء خفص عدد الدفاتر المدرسية يثير الجدل بين أولياء الأمور والأساتذة
اكتسح نداء الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، المرتبط بمراعاة الأطر التربوية لارتفاع أسعار اللوازم المدرسية عند طلبها، مواقع التواصل الاجتماعي في غضون ساعات معدودة من يوم أمس.
وخلف هذا النداء استياء عاما لدى الأساتذة الذين اعتبروا أنه طلب غير معقول، بالإضافة إلى أنه موجه للجهة الخطأ، معتبرين أن ما يحدد طبيعة اللاوزم الدراسية هي المستويات التعلمية وطبيعة المواد المدرسة وليس الأطر التربوية.
- من وجهة نظر الأطر التربوية
وفي هذا الصدد، قال محمد، أستاذ الفلسفة بالسلك الثانوي التأهيلي، إن “المعايير التي نعتمدها في تحديد الدفاتر وعدد الصفحات، هي معايير تختلف باختلاف المادة ومحتواها”، مشيرا إلى أن بعض المواد من قبيل الرياضيات والفيزياء تحتاج دفاتر كبيرة نظرا لعدد الدروس الكثيرة بينما نجد دفاتر من حجم أقل في الفلسفة أو الانجليزية…
وأكد محمد، في تصريحه لجريدة “جهات” الإلكترونية،أن المستوى التعليمي بدوره يعد عاملا محددا، موضحا أن “أستاذ الابتدائي مثلا مطالب بأن يعلم التلميذ الترتيب والتنظيم، لذلك يتم تخصيص دفتر للمادة أو لفرع من المادة ودفتر للشق الآخر….كما يطلب منهم شراء الأقلام الملونة لما لها من تأثير على مستوى عملية استيعاب ما هو مكتوب..لذلك ما نطلبه للمتعلم نراعي فيه مسائل كثيرة سواء وضعه الإجتماعي بالإضافة إلى إكراهات المادة المدرسة “.
ومن جهة ثانية، أشار ذات المتحدث إلى أن تساهل الأستاذ من حيث اللوازم المدرسية، قد يؤدي إلى انعدام إلتزام التلاميذ وتسيبهم في التعاطي مع واجباتهم المدرسية، مضيفا أن ما يجذر فعلا المطالبة به هو “مراجعة بعض المحتويات في المواد المدرسة، بالإضافة كذلك إلى التدخل لدى الموزيعين ولدى المكتبات والشركات لأجل إرجاع الثمن إلى مستواه الحقيقي والمعقول الذي يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن…ولما لا أن تتكفل الدولة بتوفير الدفاتر والكتب مجانا للمتعلمين إذا كان في نيتها الإهتمام بالتعليم وبالمتعلمين، عوض تركهم عرضة للإستغلال من طرف الشركات المحتكرة”.
- من وجهة نظر الأسر
من جهتها، شددت الأسر على استيائها من ارتفاع أثمنة المستلزمات المدرسية، مشيرة إلى تعاقب المناسبات التي تستلزم مصاريف كبيرة (الصيف، عيد الأضحى، ارتفاع أثمنة الخضر والفواكه والمواد الأساسية، الدخول المدرسي..).
وفي ذات السياق، أكدت كريمة، وهي أم لطفلين (أحدهما يدرس بالابتدائي في مدرسة خاصة، والثاني يدرس في الإعدادي بمؤسسة عمومية) أن مصاريف الدخول المدرسي أرهقت كاهلها على غرار باقي الأسر، مضيفة أن مستلزمات المدارس الخاصة تفوق بكثير مستلزمات المدارس العمومية.
وكشفت كريمة، أنها اقتنت ما يفوق 18 دفترا بأحجام وأشكال متفاوتة لابنتها التي تدرس بالمستوى الثالث ابتدائي، رغم أنها “السنة الماضة أعادت الدفاتر شبه فارغة”.
وواصلت كريمة تصريحها لجريدة “جهات” الإلكترونية قائلة: “إن عدد المواد في الخصوصي يفوق العمومي بكثير، وكل مادة تتطلب بالضرورة أكثر من دفتر”، مضيفة أنه بالمقابل، فكل دفاتر ابنها الذي يدرس بالإعدادي تصير ممتلئة في آخر السنة، خاصة في الرياضيات والاجتماعيات.