بنكيران: استضافة الرئيس التونسي لزعيم البوليساريو كانت ‘غير مسؤولة’

علق رئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران الأحد الماضي على التوترات الدبلوماسية بين المغرب وتونس، مشيرا إلى أسفه لقرار الحكومة التونسية توجيه دعوة واستضافة زعيم البوليساريو إبراهيم غالي خلال مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية الأفريقية (تيكاد) أواخر الشهر الماضي.

وذكر بنكيران الأزمة الدبلوماسية المغربية الجزائرية الطويلة الأمد، قائلاً إن تونس يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها وسيط محتمل لمساعدة البلدين على إصلاح علاقتهما المتوترة تاريخياً.

وقال بنكيران عن استضافة الرئيس قيس سعيد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي: “كان هذا عملا غير مسؤول”، مؤكدا أن قرار الرئيس التونسي بالترحيب بالزعيم الانفصالي “كرئيس” كان “مقلقا”.

وشدد رئيس الوزراء المغربي السابق، على أن تصرف الرئيس سعيد لن يكون له ولن يكون له تأثير على نزاع الصحراء المغربية.

بالنسبة لبنكيران، كان قرار الحكومة التونسية مفاجئًا للغاية بسبب العلاقات الودية التاريخية بين الرباط وتونس، مستشهدا بزيارة الملك محمد السادس إلى تونس في مايي 2014 كدليل على سياسة المغرب في إظهار الدعم والتضامن مع أصدقائه وجيرانه، لا سيما عندما يمرون بأوقات عصيبة كما كانت تونس في أعقاب الربيع العربي.

وقال بنكيران إن زيارته التي تمت وسط الفوضى التي شهدتها تونس في فترة ما بعد الربيع العربي، والتي اتسمت بضربات إرهابية في تونس وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد، كان هدف العاهل المغربي منها ليس فقط إظهار تضامن المغرب مع التونسيين، ولكن أيضًا لإخبار بقية العالم الذي كانت تونس لا تزال مكانًا آمنا للزيارة على الرغم من التهديدات الأمنية المتقطعة.

يتذكر بنكيران قائلاً: “عندما كنت رئيسًا للحكومة، أوصيت الملك بزيارة تونس واستجاب جلالة الملك حفظه الله لتوصيتي”، موضحًا أن الملك محمد السادس كان من المفترض أن يقضي يومين فقط في تونس ولكن انتهى به الأمر إلى تمديد إقامته إلى عشرة أيام للترويج للسياحة في البلاد وسط خوف السياح من القضايا المتعلقة بالإرهاب.

“أنا شخصياً كنت خائفا وقلقا بشأن سلامة الملك”، ويضيف بنكيران أنه كان يزور مناطق عامة وينشر قوات أمنية طفيفة.

وأضاف أنه يأمل أن يرى الرئيس التونسي يراجع أفعاله من خلال العودة إلى موقف بلاده التاريخي المتمثل في الحياد الإيجابي بشأن نزاع الصحراء المغربية.

بما أن كل من المغرب وتونس كان لديهما سياسة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الجيران، بدا بنكيران وكأنه يجادل بأن تونس يجب أن تسعى جاهدة لتكون وسيطًا موثوقًا به في التنافس الجزائري المغربي، بدلاً من انتقاء أحد الطرفين وإلحاق الضرر بالأخوة والمغربيين، وحفظ العلاقات الاستراتيجية التي لطالما رعتها تونس مع الآخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.