السلطات بمدينة شيشاوة تمنع الجماهير من رفع العلم الأمازيغي
أقدم أحد عناصر السلطات الأمنية بمدينة شيشاوة، على مصادرة العلم الأمازيغي المرفوع من قبل جمهور المهرجان المقام بالمدينة.
وأظهر شريط فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قيام عنصر من السلطات بانتزاع العلم الأمازيغي من يدي أحد الحاضرين بمهرجان شيشاوة.
وقد خلف هذا السلوك استنكارا واستهجانا من قبل مشاهدي الشريط، متسائلين عن سبب مصادرة العلم الأمازيغي الذي من المعتاد رفعه في مختلف المحافل الفنية والثقافية والرياضية بالمملكة.
وفي هذا السياق، قال أحمد عصيد، الكاتب والناشط الحقوقي، إن “سلوك رجل السلطة الذي قام بمصادرة العلم الأمازيغي في شيشاوة غير مبرر، والأرجح أنه نابع من سلوك شخصي في غير محله”، مضيفا أن العلم الأمازيغي علم ثقافي يرمز للهوية الأمازيغية التي هي هوية رسمية بالمغرب، وليس علم دولة أو علم سياسي ولا ينافس العلم الوطني الذي هو علم الدولة المغربية.
وأوضح عصيد، في تصريحه لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن المنع في هذه الحالة لن يفيد في شيء، “خاصة عندما يكون الشيء الممنوع مشروعا ولا ضرر فيه”، مشيرا إلى واقعتين تعززان طرحه، أولهما واقعة مصادرة السلطات بمدينة أكادير للعلم الأمازيغي الوحيد الذي كان يحمله أحد مشجعي حسنية أكادير قبل عشرين سنة، والذي أدى في المباراة الموالية إلى رفع مئات الأعلام داخل الملعب، وثانيهما في تظاهرات حركة 20 فبراير بطنجة، “فبعد أن حاول التيار الإسلامي منع العلم الأمازيغي، كانت النتيجة أن امتلأ الشارع كله يوم الأحد الموالي بالأعلام الأمازيغية”.
وجذير بالذكر أن مهرجان شيشاوة، المنظم بين 2 و 4 شتنبر، والمنظم بشراكة مع كل من وزارتي الثقافة والشباب والتواصل، والداخلية، ومجلس جهة مراكش – آسفي، والمجلس الإقليمي، والجماعة الترابية لشيشاوة، يعد تجسيدا لمضامين الوثيقة الدستورية الخاصة بتنوع مقومات الهوية الوطنية ومكوناتها وروافدها التاريخية والثقافية المنصهرة مع عراقة واستمرارية الأمة المغربية وسيادتها الوطنية المتجذرة.