مع انطلاق الدخول المدرسي.. هل سيقاطع المغاربة المنتجات التونسية؟

تساءل العديد من المهتمين بالوضع السياسي والاقتصادي عما إذا كان المجتمع المغربي سيقاطع المنتجات التونسية، بعد الأزمة السياسة الحالية التي تعيشها الجارتين المغاربيتن، ليتم استبدلاها بالمنتجات المحلية الصنع، خصوصا وأننا على موعد مع بداية الدخول المدرسي ومتطلباته العديدة التي تنزف جيوب الأسر المغربية.

في هذا السياق يقول المحلل الاقتصادي محمد الجذري في تصريح لجريدة “جهات”، إن اختيار المنتوج يتطلب معيارين أساسيين، معيار الجودة أولا ثم معيار السعر، حيث إن المستهلك المغربي لا يهمه إن كان المنتوج مغربي أو تونسي أو غيره، بقدر إمكانية تحمله سعر المنتوج بجودة تستجيب لمتطلبات التلاميذ والتلميذات المغربيات، ما عدى فئة قليلة من المستهلكين المغاربة التي يمكن أن تقاطع المنتوجات التونسية كرد على قرار الرئيس التونسي الذي يبقى قرارا لا يمت بصلة للعلاقات المغربية التونسية.

ويرجع ذلك حسب الخبير الاقتصادي، إلى موجة التضخم التي يعرفها الاقتصاد الوطني والتي وصلت إلى مستويات قياسية، بحيث إنه عند نهاية يوليوز الماضي وصلت نسبة التضخم إلى 7.7 بالمئة، كنسبة غير مسبوقة خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وبالتالي فإن القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات المغاربة قد تأثرت بشكل كبير خلال النصف الأول من هاته السنة.

وأشار الجذري، إلى أن المغرب كان ينوي الدخول في مفاوضات مع الدول الموقعة على اتفاق اكادير (تونس، مصر والأردن) لأن المقاولات المغربية كانت تعاني من منافسة غير شريفة من المنتوجات التونسية خصوصا تلك المتعلقة بالصناعات الغذائية والبناء والألعاب والأقلام والأثاث المكتبي ومشروبات الشوكولاتة والبن المطحون ومستحضرات التجميل ومنتجات المكياج.

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي خالد أشيبان “لجهات”، أن بلاغ الخارجية كذلك كان واضحا، وميز بين موقف الرئاسة التونسية والشعب التونسي.

وأضاف المحلل الاقتصادي: “لا اظن بأن المغرب سيلعب ورقة المبادلات التجارية للضغط على الدولة التونسية لأن ذلك سيعتبر ضغطا على الشعب التونسي”، مضيفا “رجال الاعمال التونسيون هم مواطنون تونسيون أولا، وأستبعد أن الازمة الديبلوماسية الحالية بين البلدين سينتج عنها أي رد فعل مغربي يمكنه أن يلحق الضرر بالمواطنين التونسيين، وخصوصا في هذه الفترة التي يعيش فيها الاقتصاد التونسي أزمة خانقة وغير مسبوقة”.

وبخصوص المبادلات التجارية مع تونس، قال أشيبان إنها تبقى ضعيفة ولا ترقى إلى طموحات البلدين والأهداف المسطرة من قبل رغم وجود اتفاقيات تبادل حر منذ سنوات، فالمغرب ليس من الزبائن العشر الاوائل لتونس، وتونس كذلك ليست من العشر زبائن الاوائل للمغرب، وهذا أول الأسباب الذي يجعل المبادلات التجارية بعيدة عن أي تأثر بالأزمة الحالية بين البلدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.