انفراج سياحي يفضح البنية التحتية وسوء تدبير القطاع

لا شك أن للإنفراج السياحي هذا الصيف عقب سنتين من الجمود، إيجابياته في تنشيط الدورة الاقتصادية وجلب العملة الصعبة، إلا أن له سلبيات كذلك، ومن مظاهرها، الازدحام المروري، واكتظاظ الشوارع، والتلوث، وكثرة الأزبال، وتضخم الأسعار، خصوصا ما يتعلق بكراء الشقق والسيارات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات بشكل كبير لا يتماشى عموما مع الخدمات المقدمة.

كل هذا يؤدي إلى مشاكل سببها ضعف البنية التحتية، وشبه غياب رؤية حكومية للتعامل مع هذا الفصل، فأعداد السياح تزداد بوثيرة كبيرة خصوصا في المدن الشهيرة والشواطئ والمحميات الطبيعية والمعالم السياحية، مع ما يرافق ذلك من عدم احترام لقانون السير من طرف العديد من مستعملي الطرقات، إضافة إلى الاكتظاظ والازدحام في مفترقات الطرق والمشاحنات التي تحدث بين الحين والأخر بين أصحاب السيارات.

وحسب أرقام صادرة عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني (قطاع السياحة)، فإن عدد السياح الوافدين على المغرب بلغ أكثر من 1.140.000 وافد خلال شهر يونيو 2022، بزيادة بلغت 5 في المائة مقارنة بشهر يونيو 2019، و2.35 في المائة مقارنة بشهر يونيو 2021.

إستراتيجية خاصة بالصيف

في هذا الإطار، يرى مهتمون بالقطاع السياحي، أن الأماكن السياحية بالمغرب تحتاج إلى إستراتيجية خاصة بفصل الصيف من أجل التعامل مع الأعداد الكبيرة من السياح، ومراقبة الأسعار وتجويد الخدمات من أجل تحقيق الأقصى الفوائد من فصل الاصطياف خلال الصيف.

بالإضافة إلى تطوير تدابير جديدة لمكافحة الآثار السلبية للتضخم السياحي وضمان السياحة المسؤولة والمستدامة، لتخفيف من عبء الزوار الذين تعاني منها بعض وجهات العطلات وذلك لضمان ممارسة السياحة المستدامة، ويجب ألا تركز هذه التدابير على تثبيط السياح بل على تحسين إدارتهم بطريقة مستدامة لصالح الزائر والمقيم والبيئة.

تحفيز الاستثمارات

أفاد الزبير بوحوت، وهو خبير متخصص في السياحة، في تصريح لـ”جهات” أنه “تقريبا في كل فصل صيف خصوصا شهري يوليوز وغشت تعرف المدن السياحية المغربية أساسا الواقعة على السواحل بالإضافة لمدن سياحية أخرى كمراكش على سبيل المثال، إقبالا كبيرا سواء من السياح الأجانب أو مغاربة المهجر أو السياحة الداخلية”.

وأشار بوحوت إلى أن “أهم قطاع ممثل للاكتظاظ في فصل الصيف هو مغاربة المهجر، فإذا اتخذنا سنة 2019 كسنة مرجعية، نجد أن 40 بالمئة من أصل 5 مليون و900 ألاف من أبناء الجالية الذين يدخلون المغرب طيلة السنة، يحجون للمغرب شهري يوليوز وغشت، كما أن تزامن العطل المدرسية في الدول الأوروبية وفي المغرب يظهر أنه سيكون هناك طلب كبير على المنتوج السياحي.

ويضيف الخبير ذاته “أن الأرقام الرسمية التي نتوصل بها تبين أنه بالنسبة للمغرب شهري يوليوز وغشت من أبرز الأشهر التي تنتعش فيها السياحة الوطنية مما يشكل ضغطا كبيرا على المدن السياحية، لهذا نجد أن مجموعة من المناطق كطنجة وتطوان وأكادير والصويرة وغيرها، تعرف غلاء المنتوجات السياحية كالفنادق والمطاعم وغيرها وجميع أسواق الحاجيات الأساسية التي يقتنيها سواء السياح المغاربة أو غيرهم”.

وسجل المتحدث ذاته أن غياب التوزيع العادل للنشاط السياحي بين المناطق في شهري يوليوز وغشت، خصوصا المناطق الساحلية، وغياب عرض سياحي متمثلة في محطات سياحية متفرقة على جميع الجهات بالمغرب من مشرقه على مغربه، وكذلك غياب تصور استراتيجي للدولة لتحفيز القطاع الخاص وللاستثمار في المناطق كالداخلة فاس مكناس وغيرها، يجعل العرض السياحي ضعيفا مع اكتظاظ متواصل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.