الجالية المغربية بالدول المتوترة على رأس أولويات وزارة الخارجية

وسط جو سياسي واقتصادي مضطرب طال العديد من الدول، خلال العقد الأخير، لعبت وزارة الخارجية المغربية، في تقاطع مع وزارات وهيئات ومؤسسات أخرى، دورا محوريا من أجل الجالية المغربية المقيمة بكل من ليبيا وسوريا، إضافة إلى أوكرانيا.

سوريا

تشكلت الجالية المغربية المقيمة في سورية في غالبيتها من أفراد يمارسون التجارة (وهم يصنفون ضمن الفئة الأكثر تموجا) وبعض الأطر التقنية، ومواطنات متزوجات من سوريين ونحو عشرين طالبا وطالبة، بالإضافة إلى فلسطينيين يحملون الجنسية المغربية.

وقد وضعت سفارة المغرب بدمشق مجموعة من الإجراءات لتقديم المساعدة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في سورية في ظل الأحداث الدامية التي عرفتها المنطقة انطلاقا من شهر مارس 2011.

وبحسب ما أفادت به السفارة المغربية بدمشق، فقد قامت بتشكيل خلية استقبال داخل مقرها٬ مكلفة بربط الاتصال بأفراد الجالية والاستفسار عن أحوالهم وتقديم كافة أوجه المساعدة التي يحتاجون إليها، بالإضافة إلى رقم هاتفي خاص يمكن أفراد الجالية المغربية من الاستفسار أو طلب المساعدة في كل الأوقات بما فيها أيام العطل والأعياد٬ بالإضافة إلى نشر إعلانات على الموقع الالكتروني للسفارة تتضمن أرقاما هاتفية ومعلومات مفيدة.

ووضعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بتنسيق مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج٬ آلية مالية رهن إشارة السفارة المغربية بدمشق قصد التكفل بمتابعة أحوال المواطنين المغاربة المقيمين في سورية.

ليبيا

عقب عدم الاستقرار السياسي والانفلات الأمني الذي غشي الوضع العام بليبيا، منذ الإطاحة بالنظام السابق في أكتوبر 2011، حيث وصلت الحالة أقصى مداها إثر اندلاع مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في 13 يوليوز 2014 بين ميليشيات تتصارع من أجل السيطرة على المنشئات الحيوية في العاصمة طرابلس؛ عملت الخارجية المغربية منذ اللحظات الأولى على تأمين حياة المغاربة بليبيا، مطلقة حملة ترحيل واسعة.

وقد بلغ عدد المواطنين المغاربة الذين تم ترحيلهم من ليبيا جراء الحرب التي اندلعت بين نظام القذافي والثوار سنة 2011، نحو 16 ألف مواطن.

وعلم لدى الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أنه تم خلال ذلك ترحيل حوالي 12 ألف مواطن على نفقة الدولة بتأطير من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون وقنصليات المملكة المغربية بتونس وطرابلس وبنغازي وسفارة المملكة بمصر ومؤسسة محمد الخامس للتضامن وشركة الخطوط الملكية المغربية وغيرهم من الفاعلين في هذه العملية، في حين غادر حوالي أربعة آلاف مواطن الأراضي الليبية على حسابهم الخاص.

ومن بين بالإجراءات والتدابير المتخذة لمواكبة مغاربة ليبيا، شكلت خلية أزمة بالرباط، بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، لتتبع أوضاع أفراد الجالية المغربية المتواجدين في ليبيا وتضم في عضويتها ممثلين عن عدة قطاعات وزارية معنية.

وتكفلت  هذه الخلية بالتنسيق مع المصالح الدبلوماسية والقنصلية للمملكة المغربية في ليبيا وتونس من أجل التدخل الاستعجالي ومساعدة المواطنين المغاربة، و تم وضع أربعة أرقام هاتفية رهن إشارة المغاربة المقيمين بليبيا وأفراد عائلاتهم بالمغرب لتمكينهم من متابعة تطور الوضع في هذا البلد.

كما قامت الخلية بدراسة آليات التدخل الكفيل بتأمين عودة المغاربة، حيث تلقت حوالي 1500 مكالمة هاتفية من طرف مغاربة متواجدين في ليبيا وأفراد أسرهم بالمغرب طلبا للمساعدة، وتمت طمأنة هؤلاء بتعبئة السلطات المغربية وكذا التمثيليات الدبلوماسية والقنصلية المغربية في كل من ليبيا وتونس لمتابعة حالة المغاربة بهذا البلد، وتوفير الدعم والمساعدة اللازمين.

كما تم تكثيف الرحلات الجوية المنظمة من طرف شركة الخطوط الملكية المغربية بين تونس والدار البيضاء وتوسيع الطاقة الاستيعابية للطائرات (طائرات من الحجم الكبير)، لأجل تأمين ترحيل المواطنين المغاربة النازحين عبر تونس.

أكرانيا

عند بداية الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، أعلنت سفارة المغرب بأوكرانيا أنه في إطار التدابير والإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية، تم نقل طاقم سفارة المملكة المغربية من كييف إلى مدينة Lviv من أجل تقديم المساعدة للمواطنين المغاربة المتواجدين فوق التراب الأوكراني.

وأوضحت السفارة في بلاغها آن ذاك، أنه منذ وصول الطاقم الدبلوماسي إلى مدينة Lviv، يوم 1 مارس 2022، تم اتخاذ العديد من الإجراءات، حيث تم بالتشاور المستمر مع المسؤولين المعنيين، عقد سفارة المملكة لدى أوكرانيا، اجتماعا مع ممثل وزارة الشؤون الخارجية الأوكرانية وممثل الأمن والحدود بمدينة Lviv، استعرضت خلاله الصعوبات التي يواجهها المواطنون المغاربة، مطالبة بتسهيل الإجراءات أمامهم من أجل تمكينهم من مغادرة الأراضي الأوكرانية في ظروف جيدة.

كما تمت تعبئة طاقم السفارة على مستوى المعابر الحدودية الأربعة مع بولونيا، من أجل توجيه المواطنين المغاربة نحو المعابر الأقل ازدحاماً.

وراقبت السفارة عن كثب، أوضاع المغاربة المتواجدين في مدن سومي وخاركيف وخيرسون وماريوبول، حيث حرصت على استدامة التواصل معهم  من أجل إيجاد حلول لوضعيتهم، كما تواصلت السفارة باستمرار مع خلية الأزمة المحدثة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بهدف تنسيق الإجراءات التي يجب اتخاذها، مع التبليغ عن الصعوبات التي يواجهها المواطنون المغاربة في بولونيا وسلوفاكيا ورومانيا وهنغاريا.

وتمكن الآلاف من المواطنين من الاستفادة من مساعدة أعضاء السفارة من أجل مغادرة أوكرانيا. وفي هذا الإطار، تم استصدار أكثر من 150 “وثيقة مرورLaissez-Passer/ ” منذ نقل السفارة إلى مدينة Lviv،  كما استطاعت السفارة حل بعض الإشكالات المرتبطة برفض وثائق المرور الإلكترونية في بعض المعابر الحدودية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.