نجاحات غير مسبوقة ما تزال تحصدها الدبلوماسية المغربية اقليميا ودوليا
شهدت الدبلوماسية المغربية نجاحات غير مسبوقة، خاصة في ملف الصحراء المغربية، بفضل توجيهات جلالة الملك محمد السادس رجل الدبلوماسية الحكيم، وبحنكة وزير خارجية اسمه ناصر بوريطة.
تميز وبراعة دبلوماسية، ورزانة تحمل فى طياتها أجندة استراتيجية للمملكة المغربية، ورؤية استشراقية لمستقبل المنطقة، نجاحات لم تكن جديدة ولم تكن وليدة يومها، بل نتاج تخطيط استراتيجي هام، تم تتويجه بافتتاح عديد من الدول الإفريقية والعربية لقنصلياتها بمدينتي العيون والداخلة، مرورا باعتراف تاريخي أمريكى بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، وليست إنتهاء بتخلي إسبانيا عن موقفها التقليدي فيما يتعلق بنزاع الصحراء المفتعل، وإعلانها الصريح بدعم المقترح المغربي القاضي بمنح الحكم الذاتي لسكان المنطقة، بعدما أيقنت أن لا حل أمامها لاستعادة علاقاتها مع جارها الجنوبي إلا باحترام سيادته ووحدة أراضيه.
بعد مرور أقل سنة على بدء الأزمة الحادة بين الرباط ومدريد، رضخت اسبانيا في الأخير للواقع، إذ أكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى جلالة الملك محمد السادس أنه “يدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، واعتبارا لذلك، فإن بلاده تعتبر أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمت سنة 2007، هى الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل ملف الصحراء.
قبل ذلك أشادت جمهورية ألمانيا الإتحادية، هي الأخرى، في رسالة رئيسها لجلالة للملك محمد السادس، بالإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادة جلالته، واعتبرت مباردة الحكم الذاتي كأساس جيد لتسوية قضية الصحراء المغربية.
برزانة ناصر بوريطة، الرجل الفصيح الذي يتكلم بهدوء ويشتغل برزانة وحكمة دبلوماسية عالية وبتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، استعادت المملكة المغربية هيبتها الخارجية، فأصبحت تتعامل بندية مع كبار العالم، في رسالة واضحة أن المغرب أمة عظيمة وليس مجرد بلد يمكن الدوس على كرامته. هذا الامر أكده جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء حينما قال “إن افتتاح أكثر من 24 دولة، قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، يؤكد الدعم الواسع، الذي يحظى به الموقف المغربي، لا سيما في محيطنا العربي والإفريقي. وهو أحسن جواب، قانوني ودبلوماسي، على الذين يدعون بأن الاعتراف بمغربية الصحراء، ليس صريحا أو ملموسا. ومن حقنا اليوم، أن ننتظر من شركائنا، مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة. وهي مواقف ستساهم في دعم المسار السياسي، ودعم الجهود المبذولة، من أجل الوصول إلى حل نهائي قابل للتطبيق”، خطاب جاء في وضعية فرضت على المغرب تغيير استراتجيته عبر إعادة بنائه لعلاقاته الدولية بما يضمن له استقلالية قراره السيادي وحماية ظهره من غدر الأعداء والخصوم.
وعلى نحو لافت بدا أن الدبلوماسية المغربية نجحت في تسجيل نقاط على خصومها بفضل استراتيجيها القائمة على حث الدول على الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، من خلال الاعتراف بالمبادرة المغربية المتمثلة في الحكم الذاتي كحل وتسوية للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية أو من خلال قيام عدد من الدول الافريقية والعربية فى فتح قنصليات تابعة لها بمدن الداخلة والعيون. وقد وصل عدد القنصليات الأجنبية بالمنطقة إلى 26 قنصلية، منها 14 في الداخلة و12 بمدينة العيون، وهو الأمر الذي بات معه وزير الخارجية ناصر بوريطة، جديرا بحمل لقب “مول المقص”، بالنظر الى كثرة عدد القنصليات التى تم تدشينها وقص شريط افتتاحها بالصحراء المغربية.
لقد أدت الحركية الدبلوماسية، التي يقودها جلالة الملك، ويحمل حقيبتها الوزير النشيط، ناصر بوريطة، من تحقيق العديد من النجاحات الاقليمية والدولية، معززة بذلك مكانة المملكة الشريفة اقليميا ودوليا، دبلوماسية مكنت المغرب من التفاوض مع شركائه الدولببن ومع الكبار بمنطق القوة والندية، ورسائل صاحب الجلالة كانت واضحة في هذا الشأن: “ونود هنا أن نعبر عن تقديرنا، للدول والتجمعات، التي تربطها بالمغرب اتفاقيات وشراكات، والتي تعتبر أقاليمنا الجنوبية، جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني. كما نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية. ومن جهة أخرى، فإن المجالس المنتخبة، بأقاليم وجهات الصحراء، بطريقة ديمقراطية، وبكل حرية ومسؤولية، هي الممثل الشرعي الحقيقي لسكان المنطقة. وإننا نتطلع أن تشكل قاطرة لتنزيل الجهوية المتقدمة، بما تفتحه من آفاق تنموية، و مشاركة سياسية حقيقية.”.