ناصر بوريطة.. “ميسي” الدبلوماسية المغربية

ذاع اسم ابن مدينة تاونات “ناصر بوريطة” خارج البلاد وداخلها، ليصبح “اسما على علم” يذكر على الألسن وتتسابق وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لاستضافته، وما زال يسجل أهدافا تتوج الديبلوماسية المغربية، أبرزها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، في العاشر من دجنبر 2020، في إنجاز تاريخي قاده طاقم دبلوماسي حيوي ترأسه الوزير المخضرم ناصر بوريطة.

ورافق هذا الاعتراف الأمريكي إعلان المغرب عودة العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، من خلال تسهيل الرحلات الجوية السياحية لليهود المغاربة القادمين من إسرائيل، وهو ما تعاطى معه الدبلوماسي الشاب ناصر بوريطة، بمرونة تامة، وذلك بتفاعله كل أسئلة الإعلاميين المغاربة والأجانب دون حرج وبكل ثقة، تعزز معها موقف المغرب في قراراته الدبلوماسية.

بوريطة “ولد الدار”، يُعتبر حاليا من أكثر الوزراء المغاربة شهرة داخل البلاد، ويُلقبه الكثير من المتتبعين بـ”مول المقص”، لكثرة ما قصّه من أشرطة لافتتاح قنصليات بلدان عالمية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، كتأكيد وترسيخ على مغربية الصحراء.، قبل وبعد أحداث الكركارات، وهو ما أظهر أن افتتاح قرابة 20 قنصلية توزعت بين مدينتي الداخلة والعيون، لم يأت بالصدفة، وإنما طبِخ على نار دبلوماسية هادئة حرسها الهادئ بوريطة بتوجيهات ملكية.

تحركات بوريطة وتفاعل المغاربة مع إنجازاته بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ما أغاض جبهة البوليساريو، لدرجة ظهورهم في فيديو لعمليات إطلاق نار عشوائي وهو يرددون اسم بوريطة ويهاجمونه بعبارات تنمرية، وهو ما دفع عددا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتعاطف مع بوريطة، وتلقيبه بـ”قاهر العصابة.

ولازالت كل هذه التطورات والأزمات ممتدة في تداعياتها إلى اليوم، مما يجعل ابن تاونات، في قلب كل هذه الأحداث والتحولات بطريقة لم يسبق أن عاشها أي وزير مغربي في عهد جلالة الملك محمد السادس، وبطريقة يظهر فيها متحكما بزمام الأمور على نحو جعله محط ثناء من طرف الكثير من المتتبعين للدينامية السياسية والديبلوماسية للمغرب في الفترة الأخيرة.

نقل عن بوريطة تعريفه للدبلوماسية الحديثة بقوله إن “الدول اليوم تعمل على إعادة كتابة سيرتها الذاتية، دبلوماسيا، لتقدمها أمام عالم يعاد تشكيله مجددا، والمغرب يجد نفسه اليوم مضطرا إلى أن يقدم صورة مماثلة، محترمة، بصورة تحافظ على سيادته ووحدته الترابية”.

المولد والنشأة:
ولد وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة في 27 مايو 1969 بمدينة تاونات.

التكوين الدراسي:

حصل ناصر بوريطة على إجازة في القانون العام بتخصص العلاقات الدولية عام 1991 من جامعة الرباط، وبعدها حصل على شهادة الدراسة العليا عام 1993 في التخصص نفسه، كما حصل بوريطة على دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي العام سنة 1995.

التجربة المهنية:
شغل بوريطة منصب رئيس مصلحة الهيئات الرئيسية بالأمم المتحدة عام 2002، ثم اختير بعدها مستشارا ببعثة المغرب لدى المجموعة الأوروبية ببروكسيل.
غير أنه ما لبث أن عاد إلى منظمة الأمم المتحدة في ديسمبر 2003 ليشغل منصب رئيس قسم منظمة الأمم المتحدة إلى حدود 2006.

وفي 2006، شغل منصب مدير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وبقي في منصبه حتى 2009.
بعدها تولى منصب رئيس ديوان وزارة الشؤون الخارجية المغربية، ومدير عام العلاقات متعددة الأطراف والتعاون الشامل.

واختير في 2011 ليشغل منصب الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وهو منصب مهم جدا في الهيكلة الوزارية المغربية، إذ يعد صاحبه المتحكم الرئيسي في دواليب الوزارة.

وفي السادس من فبراير 2016 عيّن بوريطة وزيرا منتدبا لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون.

وفي الخامس من أبريل 2017 عين الملك محمد السادس ناصر بوريطة وزيرا للخارجية، في الحكومة التي كان يقودها سعد الدين العثماني.

وأكمل مسيرته كوزير للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج منذ أكتوبر 2019.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.