سفينة الأبحاث “الحسن المراكشي” تعيد للمغرب وهجه ووزنه الاقليمي

“الحسن المراكشي” ما يزال علامة المغرب العلمية، فهو أول من وضع خطوط الطول والعرض على خرائط العالم، وأول من اكتشف العلاقة الرياضية بين “جيب الزاوية” و “السينكوان 90″، وأول من وضع خريطة مدققة للمغرب في زمانه في العهد الموحدي سنة 1255م، كما اشتهر بأبحاثه في علم الفلك والرياضيات والجغرافية وصناعة الساعات الشمسية، بل وصحح أخطاء خريطة بطليموس، ووضع تقديرا جديدا لطول البحر الأبيض المتوسط اختلف فيه مع تقدير بطليموس. هذا الاسم الساطع في مجال العلوم في القرون الوسطى أعيد له وهجه اليوم، من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أطلق اسم “الحسن المراكشي” على أول سفينة علمية أوقيانوغرافية، من الطراز الرفيع، صنعها المغرب بدولة اليابان، والتي وصلت لمدينة أكادير منتصف مارس الماضي، سفينة بحرية علمية يبلغ طولها 48 مترا بعرض 12 مترا، ووزن يفوق 1200 طن، تتوفر على أحدث التقنيات في مجال الدراسات والابحاث البحرية بالصدى الصوتي.

هذه السفينة العلمية ستمكن المغرب من قياس المحيطات، وسبر أغوارها، واكتشاف مواردها المعدنية والسمكية وتحديد أججامها، ورسم الحدود البحرية بدقة.

حسب مجموعة من الباحثين والمراقبين، فمن شأن السفينة العلمية المغربية أن تساهم في جعل المغرب قوة اقليمية واعدة، وأن تغير من موازين القوى البحرية بينه وجيرانه الأوربيين، خصوصا مع اسبانيا في المناطق التي تعرف نزاعا بكل من سبتة ومليلية المحتلتين وعلى مستوى جزر الكناري بالاطلسي، خصوصا وأن السفينة هاته من شأنها أن تلعب أدارا مفصلية فيما يخص استغلال خيرات “جبل تروبيك” المكتشف بالمياه البحرية الجنوبية المغربية شمال جزر الكناري وقبالة سواحل مدينة طرفاية، الجبل يضم حسب آخر الابحاث قرابة نصف ثروات العالم من المواد المعدنية النفيسة المستعملة في صناعة السيارات الكهربائية والهواتف الذكية والحواسيب، هذا الأمر أثار قلاقل وتحفظ كل من اسبانيا وألمانيا وغيرهما، عبر عنه صراحة كتابها وصحفيوها وساستها.

ابو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي ولد بمراكش ودفن بها سنة 1262م، صنف كأحد أبرع العلماء في عصره، ذاع صيته شرقا وغربا، وهاهي سفينته العلمية تجوب المحيطات طولا وعرضا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.