جورجيو كافييرو: غياب الوسيط في أزمة الصحراء يهدد على المدى الطويل العلاقات الجزائرية الاوروبية
اقتربت الحكومات الغربية والعربية، في السنوات الأخيرة، من مواقف المغرب وخطاباته بشأن الصراع في الصحراء المغربية؛ مؤدية بذلك إلى إثارة غضب الجزائر التي تشكل الدعم الرئيسي لجبهة البوليساريو.
وحسب “جورجيو كافييرو” المحلل وزميل مساعد في مشروع الأمن الأمريكي، فإن غياب الوسيط في أزمة الصحراء يهدد على المدى الطويل بإلحاق الضرر بالعلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
وأشار كافييرو في مقاله على موقع middle east eye أن تواءم مواقف مدريد والرباط ، في مارس المنصرم، دفع الدولة الجزائرية إلى وقف تسهيل معاملات الصرف الأجنبي للشركات الجزائرية العاملة في مختلف التجارة في البضائع مع إسبانيا، مما أدى إلى تعليق جميع الواردات والصادرات تقريبًا، باستثناء العقود طويلة الأجل القائمة، بما في ذلك واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي.
ويضيف ذات المتحدث أن الاتحاد الأوروبي يملك خيارين فقط، أولهما أن يصدر بيان لتوبيخ الجزائر – دون أن يذهب إلى أبعد من ذلك – وينتظر تهدئة التوترات، وثانيهما هو أن تعبر كتلة الاتحاد الأوروبي عن تضامن قوي مع إسبانيا وتضغط على الجزائر للتخلي عن وسائل الضغط على مدريد؛ موضحا أن إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى ترى الجزائر كعملاق للطاقة يمكن أن يساعدهم على التخلص من الهيدروكربونات الروسية بسرعة.
وقال الباحث الليبي جليل حرشاوي ل middle east eye “أتصور أن الاتحاد الأوروبي سيفضل إسبانيا، ببساطة لأن الجزائر تتمتع بسمعة طيبة لكونها دولة معقولة للغاية”، وهو ما زكته الباحثة في جامعة غرناطة ليتيسيا رودريغيز قائلة إن “في مثل هذه الحالات ، لا تظهر الجزائر نفسها على أنها غير مخلصة. إن المغرب يميل أكثر لتهديد الدولة الإسبانية – وأوروبا بشكل غير مباشر – بالمسائل المتعلقة بالأمن وتدفقات الهجرة عندما يفشل في تحقيق أهداف الرباط”.
وأكد كافيير أن “الصراع في الصحراء الغربية يفتقر حاليا إلى وسيط، وهو ما يمثل خطرا”، مبرزا أن الموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء حسم مع إدارة ترامب وحافظت عليه إدارة بايدن، كما أن إسبانيا تخلت عن حيادها في مارس، ولم يعد من الممكن لفرنسا وتركيا ودول أخرى أعضاء في الناتو أن تعمل كدول محايدة بالنظر إلى مواقفها المؤيدة للرباط.