عصيد ورفيقي يستبعدان تنظيم مهرجان البيرة ببوسكورة
أثار إعلان احتضان المغرب أكتوبر المقبل مهرجان الجعة (البيرة)، بمدينة بوسكورة، والمنظم من طرف غرفة التجارة الألمانية، ضجة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومستنكر.
وفي هذا الصدد، اعتبر أحمد عصيد الكاتب والناشط الحقوقي، أن “خبر التنظيم خبرا غير جدي”، إذ لا تتوفر في نظره الشروط الأساسية لتنظيم المهرجان.
وأضاف عصيد في تصريح خص به جريدة “جهات” الالكترونية أن “المغرب ليس بلد حريات فردية لكي يستقبل مثل هذا الحدث الدولي الذي لا ينظم إلا في البلدان العريقة في الحريات، والتي انتهت إلى ترسيخ نموذجها الديمقراطي بشكل لا رجعة فيه”.
واستطرد أحمد عصيد قائلا أن المغرب بلد غارق في التناقضات الغريبة والمضحكة، مشيرا إلى أن القانون الجنائي يمنع بيع المشروبات الكحولية للمسلمين، وأن الأجانب وحدهم من لهم الحق في استهلاك هذه المشروبات، في الوقت الذي يسجل فيه المغرب استهلاك 300 مليون بيرة في السنة.
وتابع المفكر نفسه أنه لا يمكن اعتبار المهرجان تشجيعا للسياحة، حيث سيحضر سياح من كل العالم، باستثناء المغاربة الذين يستهلكونها في جو من التستر داخل حانات مغلقة ومظلمة، معتبرا أن المغرب يعيش “سكيزوفرينيا مزمنة ومضحكة” في موضوع استهلاك الخمور قد تدفع إلى تنظيم المهرجان بشكل متستر كذلك.
وأبرز أحمد عصيد أهمية الضجة التي أثارها خبر التنظيم، موضحا أنها ستسمح في طرح موضوع الحريات الفردية إلى النقاش العمومي من جديد، مردفا أن: “المغاربة يمارسون حرياتهم الفردية دون أن يقبلوا بها أو يتحملوا مسؤوليتها أو يقبلوا الحديث عنها، لأنهم تربوا على ثقافة العيب والحشومة ووضع الأقنعة الاجتماعية في أمور هي من صميم وجودهم لأن الحرية هي جوهر الإنسان”.
من جهته قال محمد عبد الوهاب رفيقي المفكر والباحث في الدراسات الإسلامية، إن الخبر يحتمل احتمالين، أولهما أن يكون كاذبا، أما الثاني فهو أنه لن يكون مهرجانا بقدر ما سيكون حفلا داخليا، إذ لا يمكن للمغرب في نظره أن يتعارض مع قانونه.
وأضاف رفيقي في تصريح لجريدة “جهات الإلكترونية” أن هذا القانون الذي لا زال ساريا منذ 1962 غير منطقي، مشددا على أن ما يجب منعه “هو السكر المفضي إلى المساس وتخريب الفضاء العام أما شرب الخمر فمسألة حرية شخصية لا تتعارض مع أي دين”.
وتابع الباحث نفسه أن حرية اقتناء وشرب الخمر هي حرية فردية كباقي الحريات، معتبرا أن النضال عن الحريات الفردية لا يخضع لمنطق الأولولية وأن أي تقدم في أي حق من الحقوق يسجل مكسبا وتقدما للمغرب عموما.
في سياق متصل، حاول الجريدة التواصل مع الشيخ ياسين العمري، للإدلاء بدلوه في الموضوع، إلا أنه عبر عن تحفضه إزاء الحديث في هذا الموضوع، مؤكدا أنه سيتحدث عنه في الوقت الذي يجده مناسبا.
ويجدر الذكر أن مهرجان “أكتوبر فيست”، الذي عهد بتنظيمه في مدينة ميونخ منذ 1810، يصنف ضمن أكبر المهراجانات عالميا من حيث عدد الزوار، وأقدمها بالنسبة لألمانيا.
وقد أعلنت الغرفة التجارية الألمانية في منشور عبر حسابها الرسمي على فيسبوك عن إقامة المهرجان لأول مرة بالمملكة المغربية، بعدما منع تنظيمه من قبل السلطات المغربية في 2015 نظرا لعدم احترام المسؤولين عنه لبعض الاجراءات القانونية.