فرنسا.. اعتقال نحو 700 محتج والأمم المتحدة تدخل على خطا الأزمة وماكرون يغادر قمة بروكسل
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان -صباح اليوم الجمعة- إن السلطات اعتقلت 667 شخصا في المجمل بعد اندلاع مواجهات بين الشرطة والمحتجين لثالث ليلة على التوالي في أنحاء البلاد.
وقالت مصادر مقربة من الوزير إن عددا كبيرا من المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عاما.
وأعلنت وزارة الداخلية أيضا إصابة 249 شرطيا ودركيا مساء أمس الخميس -ليس بينهم أي إصابة خطرة- وأشارت إلى أن السلطات نشرت 40 ألف عنصر من قوات الأمن على كامل الأراضي الفرنسية من بينهم 5 آلاف في باريس.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر بالشرطة أن مذكرة للاستخبارات حذرت من أن العنف قد يصبح “معمما” في البلاد خلال الليالي المقبلة ويتسم بأعمال “تستهدف الشرطة ورموز الدولة”.
وتفقدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن برفقة وزير الداخلية -صباح اليوم- مركز شرطة إيفري كوركورون بضاحية باريس الجنوبية بعد تعرضه “لقصف بقذائف الهاون” ليلا، وفقا لمصادر بالشرطة الفرنسية.
وتحدثت بورن مع المسؤولين عن مركز الشرطة وأعربت عن دعمها لهم، وشددت على أن “جميع الخيارات ممكنة لاستعادة النظام في البلاد”.
واستبقت رئيسة الوزراء زيارتها لمركز الشرطة بتغريدة على تويتر نددت فيها بأعمال العنف وقالت إن تلك الأفعال “لا تطاق ولا تغتفر”.
في تلك الأثناء، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الرئيس إيمانويل ماكرون يغادر قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل ويعود إلى فرنسا إثر تصاعد الاحتجاجات.
وأعلن قصر الإليزيه أن ماكرون يترأس اليوم الجمعة اجتماعا جديدا لخلية الأزمة الوزارية، وذلك بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.
وقال الإليزيه إن الرئيس “مستعد لاعتماد آلية للحفاظ على الأمن من دون محاذير”.
وكان الرئيس الفرنسي عقد صباح أمس الخميس الاجتماع الأول لخلية الأزمة الوزارية قبل أن يتوجه إلى بروكسل، وقد ندد خلال الاجتماع بأعمال عنف غير مبررة، حسب وصفه.
من جانبها دخلت الأمم المتحدة على خط الأزمة، وقالت رافينا شمداساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن”.
كما علقت أطراف خارجية أخرى على الأزمة، إذ أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها بشأن التطورات في فرنسا.
يذكر أن شرارة الاحتجاجات اشتعلت في فرنسا عقب مقتل الفتى الذي عُرّف فقط باسمه والحرف الأول من اسم عائلته “نائل م.” (17 عاما) برصاصة في صدره أطلقها عليه شرطي عند نقطة تفتيش مروري الثلاثاء الماضي.
وسرعان ما انتقلت الاحتجاجات والصدامات مع الشرطة من ضواحي باريس -لا سيما منطقة نانتير حيث قُتل نائل- إلى مختلف المدن الفرنسية.
وفي باريس، تعرضت بعض المتاجر في حي لي آل وشارع ريفولي -الذي يؤدي إلى متحف اللوفر- إلى “التخريب” و”النهب وحتى الحرق”، وفقا لمسؤول رفيع المستوى في الشرطة الوطنية.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حرائق عديدة في أنحاء بالبلاد منها محطة حافلات في ضاحية تقع شمال باريس ومحطة ترام في ليون.
وفي منطقة باريس، توقفت خدمات الحافلات والترام عن العمل اعتبارا من الساعة 9 مساء أمس الخميس (7 مساء بتوقيت غرينتش).
وفي مرسيليا، ثاني مدن فرنسا، تضررت واجهة مكتبة البلدية، وفقا لما قالته البلدية. وفي منطقة الميناء القديم الشهيرة المطلة على البحر المتوسط، دارت مواجهات بين الشرطة ومجموعة أشخاص تراوح عددهم بين 100 و150 شخصا.
ووجهت النيابة الفرنسية تهمة القتل العمد إلى الشرطي الذي أطلق النار على نائل، ووُضع قيد الحبس الاحتياطي.
وأمس الخميس، خرجت مسيرة لتكريم ذكرى الفتى أطلقت الشرطة في نهايتها الغاز المسيل للدموع على مشاركين فيها.