جهات- و م ع
وجمعت سهرة الافتتاح بين ثنائيات غير مسبوقة تظهر الرؤية المتفردة لهذا المهرجان. وهكذا، قدّم الثنائي الأول المكون من خديجة مركوم وإيهاب أمير، أغنية “عيطة الغزال” التي قدمها الثنائي، بمزج بين الصوت القوي للشيخة خديجة مركوم والنفَس العصري الذي أضفاه المغني الشاب أمير إيهاب.
وقد شكلت هذه الأغنية واحدة من أقوى لحظات هذا الحفل الافتتاحي، حيث لقي هذا المزج الجريء إعجابا كبيرا من طرف الجمهور الحاضر، الذي كان أغلبه من الشباب، حيث أعاد اكتشاف هذا العمل التراثي برؤية جديدة.
أما الثنائي الثاني، المكوّن من أيقونتين من أيقونات الأغنية المغربية، حجيب ودوزي، فقد أعاد تقديم “عيطة العمالة” في نسخة إيقاعية قوية، أثارت موجات طويلة من التصفيق. ووقف الجمهور أكثر من مرة مرددا وراقصا على إيقاع هذه النسخة التي حافظت على روح العيطة مع إضفاء لمسة عصرية متميزة.
وبعد العروض الثنائية، اعتلى كل فنان المنصة منفردا، حيث استهل إيهاب أمير الفقرات الفردية بمزيج من أغانيه الخاصة وبعض القطع الشعبية، التي تجاوب معها الجمهور بكل حماس. فيما حملت خديجة مركوم الحضور في رحلة أصيلة داخل عالم العيطة، بصوتها وأدائها المتميز.
وكانت لحظة دخول دوزي من أبرز فقرات الأمسية، حيث قدم أشهر أعماله، من بينها “أنا مغربي”، و”لالة مرياما” و”العيون عينية”، محولا السهرة إلى منصة احتفال كبيرة، فيما اختتم حجيب السهرة بأداء قوي أعاد فيه تقديم عدد من القطع التراثية المغربية في أجواء حماسية دافئة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال إيهاب أمير إن هذه التجربة مكنته من التعرف على ريبرتوار العيطة إلى جانب فنانة متمرسة، مشددا على أن هذا الفن المتجذر في مدينة آسفي التي ينحدر منها يتطلب تمكنا خاصا من الإيقاعات والخامات الصوتية.
من جهتها، أكدت خديجة مركوم أن العيطة “فن راقٍ وثمين”، معبرة عن سعادتها بالاهتمام المتزايد الذي يوليه له الفنانون الشباب. كما أبرزت، في هذا السياق، أهمية الحفاظ على هذا التراث ونقل أشكاله الأصيلة إلى الأجيال القادمة.
أما دوزي، فأوضح أن هذا المشروع كان بمثابة تحدٍّ فني حقيقي بالنسبة له، باعتبار أنه يخوض لأول مرة تجربة الغناء في عالم العيطة، مبرزا أن هذه التجربة الفنية تشكل مبادرة إيجابية لإعادة تسليط الضوء على هذا التراث وتقريبه من الجمهور الشاب.
من جانبه، أكد حجيب على البعد التاريخي والاجتماعي العميق لفن العيطة، مذكرا بأن إيقاعاته وأنغامه تحافظ على ذاكرة شعبية حية، ومشيدا بقيمة هذا العمل الفني المشترك وأهميته في المساهمة في نشر والحفاظ على التراث المغربي.
ويتواصل مهرجان “Fusion Show Ayta D’Bladi” إلى غاية 15 نونبر، ببرمجة فنية تجمع أسماء فنية لامعة، من بينهم، عبد العزيز الستاتي، وابتسام تسكت، والداودي، ومنال بنشليخة، وحميد القصري، وزينة الداودية، وعبدين ورجاء بلمير، لتقديم تعاونات موسيقية تمزج بين العيطة والبوب وكناوة والشعبي.
وبالتوازي مع العروض، يتم تنظيم معرض يتيح للزوار اكتشاف تاريخ العيطة، وأبرز رموزها ومدارسها، بما يمنح عشاق هذا الفن والمهتمين به فرصة لاستكشاف غنى هذا التراث اللامادي المغربي.
ويُنتظر أن تشكل هذه الدورة الأولى، المنظمة من طرف “Public Events”، احتفالا بالتنوع الموسيقي بالمغرب، ودعوة لإعادة اكتشاف إرث فني حي ينتقل من جيل إلى آخر.