يمثل مشروع بناء محطة تحلية مياه البحر بمدينة طنجة خطوة حاسمة نحو تعزيز الأمن المائي في منطقة تشهد نموًا ديموغرافيًا واقتصاديًا متسارعًا، مما يزيد من الضغط على الموارد المائية التقليدية.
هذا المشروع يحمل في طياته العديد من الدلالات والأبعاد الهامة ففي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الموارد المائية بسبب التغيرات المناخية وتزايد الطلب، تعتبر محطات تحلية مياه البحر حلولًا مبتكرة ومستدامة لضمان تزويد السكان والقطاعات الاقتصادية بالمياه بشكل مستمر وموثوق. ، وتوفير مصدر مائي إضافي ومضمون يساهم في دعم النمو الصناعي والاستثماري في جهة الشمال، التي تعتبر قطبًا اقتصاديًا هامًا في المملكة.
من المثير للاهتمام أن المشروع جاء بعد إعطاء الأولوية لمشروع “أوتوروت المياه”، مما يدل على وجود رؤية شمولية ومتكاملة لتدبير الموارد المائية على المستوى الوطني، حيث يتم الجمع بين نقل المياه من مناطق الوفرة وتحلية مياه البحر كمصادر غير تقليدية. كما ان الطاقة الإنتاجية الأولية للمحطة، والتي تبلغ 100 مليون متر مكعب سنويًا مع إمكانية رفعها إلى 150 مليون متر مكعب، تعكس تخطيطًا استباقيًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة على المدى المتوسط والطويل.
لهذا من الجيد أن نرى أن الدراسات التقنية للمشروع تسير وفق الجدول الزمني المحدد، وأن هناك التزامًا بإطلاق الأشغال في المستقبل القريب وتشغيل المحطة بحلول عام 2028. هذا يعكس جدية الجهود المبذولة لتأمين الموارد المائية في هذه المنطقة الحيوية.