أقيم، مساء أمس السبت، بفضاء قصر الباهية التاريخي بالمدينة الحمراء، حفل ديني في فن المديح والسماع، أحيته الجمعية اليوسفية للتراث والسماع وتلاوة دلائل الخيرات بمراكش، وذلك بمناسبة شهر رمضان المبارك، وتخليدا للذكرى 62 لوفاة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.
وتخللت هذه الأمسية الدينية والوطنية ، التي نظمت بشراكة مع المركز الثقافي الداوديات، وصلات في فن السماع والمديح، متحت من شهر الصيام، ومن ذكرى وطنية تشكل كلما حل يوم العاشر من رمضان، محطة لاسترجاع أمجاد حقبة ميزت تاريخ المملكة، تحت قيادة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.
وقد أطربت الفرقة الإنشادية خلال هذا الحفل، مسامع المولعين بالقصائد والأمداح النبوية، وأتحفتهم بوصلات وابتهالات وأناشيد دينية متنوعة، نالت استحسانهم، وسافرت بهم في أجواء روحانية، ووجدانية وفنية.
وقالت عضوة الجمعية اليوسفية للتراث والسماع وتلاوة دلائل الخيرات بمراكش، سعيدة املاح، إن “هذه الأمسية الدينية والوطنية تشكل لحظة نتذكر فيها كل التحديات التي واجهها المغرب، من خلال شخص فقيد العروبة والإسلام، جلالة المغفور له محمد الخامس، وبأننا ما زلنا، أيضا، مدينينا لشخصه الكريم، نظير كل ما حققته الدولة المغربية الحديثة، من إنجازات في شتى المجالات”.
وأضافت السيدة املاح، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “وإذ نقيم هذا الحفل الديني، فإننا ننشد من خلاله السماع والرؤية الخالدة في التربية السلوكية، وفي ذكر سيد البشرية رسول الله صلى الله عيه وسلم، عبر قصائد انشادية تفنن فيها ذوو السماع، على طريقتهم الخاصة، والتي فيها من الروحانيات الشيء الكثير، ومن العمق المغربي، والولاء للدولة العلوية الشريفة أيضا”.
من جهته، أبرز مدير المركز الثقافي الداوديات، سيدي حيدة محمد عزالدين، في تصريح مماثل، أهمية هذا الحفل الذي يمتزج فيه البعد الديني و الوطني، و”يشكل مناسبة لاستحضار الذاكرة الوطنية وربط الصلة بينها وبين المواطن”.
وأضاف السيد سيدي حيدة، “ارتأينا تنظيم هذه الأمسية في فضاء قصر الباهية العريق، لنخرج بذلك عن الإطار التنظيمي المعهود، المتمثل في دور الثقافة وغيرها، وذلك بهدف التعريف بالمآثر التاريخية، وإدخالها في النسيج الثقافي لمدينة مراكش، التي تزخر بالعديد من المواقع والمآثر التاريخية”.