واحد من عظماء المسلمين الذين ولدوا في شهر رمضان المبارك، فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين البكري التيمي القرشي الرازي، المعروف بفخر الدين الرازي أو ابن خطيب الري (544هـ – 606هـ) .
هو إمام مفسر شافعي، عالم موسوعي امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الإنسانية اللغوية والعقلية إلى العلوم البحتة في: الفيزياء، الرياضيات، الطب، الفلك. ولد في الريّ. قرشي النسب، أصله من طبرستان. رحل إلى خوارزم وماوراء النهر وخراسان.
نشأ “الرازي” في بيت علم، فقد كان والده “ضياء الدين عمر” خطيب الري وعالمها وأحد أبرز علماء عصره في الأصول وكان المعلم الذي تلقى “الرازي” على يديه العلم وبسببه شغف بالعلم وانكب على الدرس والتحصيل، واستطاع في فترة وجيزة استيعاب كثير من كتب المتقدمين.
كان قائما لنصرة أهل السنة والجماعة، ويرد على الفلاسفة والمعتزلة، وكان إذا ركب يمشى حوله ثلاث مئة تلميذ من الفقهاء، ولقب بشيخ الإسلام.
له تصانيف كثيرة ومفيدة في كل فن من أهمها: التفسير الكبير الذى سماه “مفاتيح الغيب”.
وقد جمع فيه ما لايوجد في غيره من التفاسير، وله “المحصول” في علم الأصول، و”المطالب العالية” في علم الكلام، “ونهاية الإجاز في دراية الإعجاز” في البلاغة، و”الأربعون في أصول الدين”، وكتاب الهندسة. وقد اتصل الرازى بالسلطان علاء الدين محمد خوارزمشاه ونال الحظوة لديه. توفي الرازي في مدينة هراة سنة 606 هـ.
حرص “الرازي” على التجول في أرجاء المدن الإسلامية الشرقية للاستزادة في المعرفة والعلم، وحينما نضج أصبح إمامًا في العلوم الشرعية ولا سيما في الفقه والأصول والتفسير، وأصبح صاحب مجلس علم يأتي إليه طلاب العلم والعلماء من كل حدب وصوب، على الرغم من أن جمهورًا من العامة كان يرميه بـ”انحلال العقيدة”.
كان الرازي ذا ثروة ومماليك واحترام لدى الملوك، وصنف عشرات الكتب في جميع علوم عصره فذكر “ابن كثير”، أنه كتب مائتي مصنف، وكان الناس يقبلون على كتبه في حياته يدرسونها، ومن أبرز مؤلفاته: “التفسير الكبير”، و”الأربعين في أصول الدين”، و”شرح عيون الحكمة لابن سينا”، و”عصمة الأنبياء”، و”الملخص في المنطق والحكمة”.
اتسم ابو بكر الرازي بالنبوغ والعبقرية، والذكاء المتقد، وحبه الشديد للعلم والبحث في العلوم المختلفة مثل الطب، والفيزياء، والفلك، وعلى الجانب الإنساني كان متواضعاً، محباً للخير، ويميل إلى التقشق.
للرازي أخبار كثيرة وفوائد متفرقة فيما حصل له من التمهر في صناعة الطب، وفيما تفرد به في مداواة المرضى، وفي الاستدلال على أحواله من تقدمة المعرفة، وفيما خبره من الصفات والأدوية التي لم يصل إلى علمها كثير من الأطباء. وله في ذلك حكايات كثيرة، وقد ذكر من ذلك جملاً في باب مفرد من كتابه الحاوي، وفي كتابه في سر الطب.