اكتشف الباحثون عوامل وراثية جديدة تساهم في خطر الإصابة بمرض باركنسون، وفقا لدراسة أجرتها جامعة نورث وسترن ميديسين، ونُشرت في مجلة Brain.
وأوضحت نتائج الدراسة أن هناك تسلسلات جديدة متكررة الترادف قصيرة داخل الحمض النووي، في أربع مناطق متميزة مستقلة عن متغيرات خطر باركنسون المعروفة حاليا، والتي قد تكون بمثابة أهداف علاجية جديدة.
وتتضمن هذه التكرارات المترادفة القصيرة (short tandem repeat sequences) من وحدة من إثنين إلى ثلاثة عشر من النيوكلوتيدات المكررة لمئات المرات في صف واحد على الحمض النووي، حيث يُشتبه في أنها تساهم في وراثة مرض باركنسون ولكنها ظلت غير مدروسة بسبب نقص طرق التحليل الفعالة.
وقال الدكتور ستيفن لوب، أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا، من قسم كين وروث ديف لطب الأعصاب واضطرابات الحركة، وكبير مؤلفي الدراسة: “أظهرنا لأول مرة أن مناطق التكرار المعقدة هذه تؤثر في الواقع على خطر إصابة الشخص بالمرض، وتقلل من فهم جميع العوامل الوراثية المعقدة التي تقف وراء هذا المرض المدمر”.
ولتحديد ما إذا كانت التكرارات الترادفية القصيرة تلعب في الواقع دورا في زيادة مخاطر الإصابة بمرض باركنسون، أجرى الباحثون تحليلا تلويا (تحليلا إحصائيا) للبيانات الجينومية التي جمعت من 40 ألف فرد مسجلين في الاتحاد الجيني الدولي لمرض باركنسون بالتعاون مع مختبر Laboratory of Neurogenetics، التابع لمعاهد الصحة الوطنية.
وحدد هذا التحليل التفصيلي 34 متغيرا جينيا جديدا، 88% منها تقع في متغيرات قريبة معروفة سابقا بأنها تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
ومع ذلك، اكتشف الباحثون تكرارات ترادفية قصيرة جديدة بالقرب من أربعة جينات غير معروفة للمساهمة في خطر الإصابة بمرض باركنسون: NDUFAF2 وTRIML2 وMIRNA-129-1 وNCOR1.
وبالإضافة إلى ذلك، أثرت هذه التكرارات الترادفية القصيرة أيضا على تعبير الجينات القريبة، ما قد يوفر مزيدا من المعلومات حول كيفية زيادة هذه المتغيرات من خطر الإصابة بمرض باركنسون، وفقا للباحثين.
وجدير بالذكر أن مرض باركنسون هو اضطراب يتفاقم تدريجيًا يؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب، وتبدأ الأعراض ببطء، وقد يكون أول الأعراض ظهورًا رُعاش لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط، وحدوث الرُعاش من الأعراض الشائعة، لكن الاضطراب قد يسبب أيضًا تيبّسًا وبطئًا في الحركة.