الحسين لعوان-ومع
في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شهد إقليم الناظور ميلاد مشاريع نموذجية لمقاولين شباب مكنت من تحسين وضعهم الاجتماعي ، والمساهمة في توفير عدد من فرص الشغل في مجالات مختلفة ومتنوعة.
مشاريع ساهمت المبادرة في تطويرها وإنجاحها بفضل الدعم المالي والتقني الذي تقدمه في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب الذي يعد آلية مهمة لتشجيع هذه الفئة على التطور والمساهمة في خلق دينامية سوسيو- اقتصادية.
وفي هذا الصدد ، استفاد هؤلاء الشباب ، على مستوى الإقليم ، من دعم ومواكبة المبادرة من أجل تحويل أفكارهم إلى مشاريع ، أو تطوير أنشطتهم في إطار مقاربة متكاملة تهدف إلى تحسين قابليتهم للتشغيل ، وبالتالي ضمان استدامة المشاريع وخلق قيمة مضافة على المستوى المحلي.
ويعتبر أمين حمداوي واحدا من بين هؤلاء الشباب الذين استطاعوا تحقيق طموحاتهم بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي ساهم في تحسين مهاراتهم وقدراتهم؛ مما مكنهم من إنشاء وتطوير مشاريعهم التي من شأنها أن توفر لهم دخلا قارا ، وتضمن لهم الاستقرار ، وتمكنهم من المساهمة البناءة في التنمية.
وبالفعل نجح هذا الشاب الذي يشغل حاليا مسيرا وحاملا لمشروع مطعم مقهى بمنطقة سلوان بإقليم الناظور ، في أن يحقق هذا المبتغى الذي لطالما راوده منذ أن كان طالبا يتابع دراسته الجامعية. هذا الطموح الذي تجسد على أرض الواقع بفضل دعم المبادرة.
وفي تصريح لـ (M24)، القناة الاخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أوضح المقاول الشاب أن فكرة المشروع تعود لأيام دراسته الجامعية لما كان يملك ” كشكا صغيرا ” لإعداد وبيع المأكولات الخفيفة الذي يوفر له دخلا بسيطا يضمن له نوعا من الاستقلالية المالية وتغطية تكاليف الدراسة.
وبعد استكماله للدراسة في سلك الإجازة ، قرر أمين حمداوي تطوير الفكرة حيث وجد بجانبه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ساهمت بشكل كبير في تجسيدها على أرض الواقع ، حيث رأى المشروع النور في مرحلة جد دقيقة وصعبة والتي شهد فيها العالم بداية الأزمة الصحية المرتبطة بوباء (كوفيد-19).
وقال إنه بالرغم من هذه الأزمة الصحية العالمية وتداعياتها ، تمكن رفقة زملاء له آخرين من حاملي المشاريع ، من الاستفادة ، عن بعد ، من ورشات تكوينية كانت تشرف عليها أطر منصة الشباب بالناظور في مجالات تخص التدبير المالي والإداري وتسيير المشروع ، وهي الخدمات ، من بين أمور أخرى ، التي مكنته من إعطاء انطلاقة ناجحة لمشروعه الواعد.
ووفق أمين حمداوي ، فإنه بالرغم من الاكراهات التي واجهته في البداية ، فقد تمكن بفضل التوجيه والمواكبة الخاصة لمنصة الشباب ، بالإضافة إلى عزيمته وإرادته القوية ، وكذا دعم فاعلين آخرين ، من التغلب على هذه الاكراهات وبلوغ الهدف الذي رسمه لنفسه المتمثل في إنشاء مشروعه الذي يشغل حاليا حوالي 13 شخصا.
وأشار إلى أن هذا المشروع الذي يقدم اليوم خدمات ذات جودة عالية ، يشكل قيمة مضافة للمنطقة التي لا تتوفر سوى على مشروعين اثنين من هذا النوع ؛ وبالتالي فهو يعد فضاء مناسبا للعائلات والزبناء الباحثين عن الراحة الكاملة في ذات المقهى.
وتمثل منصة الشباب بإقليم الناظور ، التي تم إحداثها في إطار تنزيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019 – 2023)، نقطة انطلاق حقيقية للشباب بهدف تجسيد أفكار مشاريعهم والولوج إلى سوق الشغل.
وتقدم المنصة ، العنصر الأساسي في محور تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب ، خدماتها لشباب الإقليم حتى يتمكنوا من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والمهنية ، بالإضافة إلى مواكبتهم لتحقيق طموحاتهم في إنشاء مقاولاتهم الخاصة ، وبالتالي الدفع بدينامية سوسيو – اقتصادية قوية على مستوى الإقليم.
وأشار رئيس مصلحة برنامج تحسين الدخل والاندماج الاقتصادي للشباب بقسم الشؤون الاجتماعية في عمالة إقليم الناظور ، مراد الفاكيهي ، في تصريح مماثل لـ (M24) ، إلى أنه منذ إنشاء هذه المنصة حتى بداية غشت المنصرم ، تمت المصادقة على حوالي 77 مشروعا من قبل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية في محوري ريادة الأعمال ، وتحسين الدخل ، لفائدة 30 تعاونية ، و44 شركة ، و3 مقاولين ذاتيين.
ويستفيد من هذه المشاريع حوالي 150 شخصا بتكلفة مالية إجمالية تبلغ حوالي 34.5 مليون درهم ؛ منها نحو 16 مليون درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، و18 مليون درهم لحاملي المشاريع.
وفي ما يتعلق بمحور القابلية للتشغيل ، يضيف الفاكيهي، فإنه يتم تنفيذه في إطار اتفاقية شراكة مع جمعية الجسر ، بهدف تكوين وإدماج حوالي 160 شخصا في سوق الشغل على مستوى إقليم الناظور .