كشفت جريدة نيويورك تايمز في تقرير لها أن الجماجم التي احتفلت السلطات الجزائرية بتسلمها من فرنسا على أنها جماجم مجاهديها، لا تعدو أن تكون جماجم لصوص ومساجين وجنود مشاة جزائريين حاربو في صفوف الجيش الفرنسي.
هذا وقد استقبلت الجزائر في يوليوز 2020، 24 جمجمة بمناسبة العيد 58 لتأسيس دولة الجزائر، حيث شهد الحدث إشادة جزائرية كبيرة، على اعتبار أن هذه الخطوة تمثل “لفتة قوية” لطي الماضي الاستعماري بينها وبين فرنسا.
إلا أن الوثائق الصادرة عن الحكومة والمتحف الفرنسي بباريس والتي تحصلت عليها نيويورك تايمز تنسف هذه الفرحة، حيث تشير إلى أن 6 جماجم فقط من أصل 24 جمجمة ترجع للمقاومين الجزائريين، بينما لم يتم التأكد من الجماجم الباقية.
كما أكد ذات التقرير أن الجماجم رغم تسليمها للجزائر إلا أنها لا تزال في ملكية فرنسا، وهو ما حرص البلدان على عدم الاعتراف به للحفاظ على المكاسب الديبلوماسية التي جلبتها عملية الإعادة المعيبة حسب وصف التقرير.
وفي ذات السياق، وقالت السيناتورة الفرنسية، كاثرين مورين ديسايلي ( يمين الوسط)، التي عملت لفترة طويلة على عملية إعادة رفات الموتى، إن القضايا الدبلوماسية سادت على المسائل التاريخية، واعترفت بكل وضوح بفشل العملية.
في حين التزمت الجزائر بالصمت تجاه المعلومات المكشوفة، إذ لم تورد أي تعليق عن سبب قبولها جماجم ليست لمقاوميها؛ حيث أشارت الصحيفة إلى أن الموافقة، في الواقع، تمت بموجب اتفاقية وقعتها الجزائر وباريس في 26 يونيو 2020، والتي تضمنت ملحقاً من أربع صفحات يوضح بالتفصيل هويات الرفات، ومن بينهم لصوص مساجين و3 جنود مشاة من الجزائريين الذين خدموا في الجيش الفرنسي.