أخيرا صار الحلم حقيقة، وبعد سنوات من المثابرة والعمل افتتحت في 22 شتنبر 2022 أكاديمية الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم، أكاديمية رائدة، تمتد على مساحة سبعة هكتارات ونصف، هي الأولى من نوعها في الدوري الاحترافي المغربي ومن بين الأفضل في القارة الإفريقية لما تتوفر عليه من بنيات تحتية وملاعب رياضية بمواصفات دولية.
بدعم من جلالة الملك صار الحلم حقيقة
خلال استقبال جلالة الملك محمد السادس نصره الله للفريق التقني والاداري للرجاء البيضاوي، بعد تألقه في كأس العالم للأندية التي احتضنها المغرب سنة 2013 واحتلال الرجاء المركز الثاني خلف نادي بايرن ميونخ الألماني، أبلغ جلالته رئيس النادي آنذاك، السيد محمد بودريقة، عزمه على التبرع للفريق بأرض تمتد على مساحة 7,5 هكتار بمنطقة بوسكورة، فصار الفرح فرحتين، فرحة الاستقبال الملكي وفرحة اقتراب تحقيق حلم الرجاويين.
بعدها مباشرة بدأت الاجراءات الضرورية واللازمة لتشييد الأكاديمية، حيث أعطت الوكالة الحضرية للدار البيضاء الضوء الأخضر لبنائها. وفي أوائل عام 2016، وقع الرجاء اتفاقية شراكة مع وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والتي بموجبها ستكون الأخيرة مسؤولة عن جميع مراحل بناء الأكاديمية. في 3 يونيو 2016، أطلق النادي أعمال بناء الأكاديمية، ونظم احتفالا رسميا بعد بضعة أشهر للاحتفال بهذه المناسبة بحضور العديد من الشخصيات بما في ذلك والي جهة الدار البيضاء الكبرى، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد بدء العمل قررت لجنة إدارة النادي تعديل المخططات الإنشائية التي تم وضعها سابقاً، بإزالة الفندق من أجل زيادة طاقة مركز التكوين من حيث عدد الأسِرّة والمساحة. وفي مارس 2021، تم الانتهاء من العمل وتسليم الأجهزة وتركيب الأثاث من قبل شركة البناء المسؤولة بالتعاون مع وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك.
أكاديمية رائدة بمواصفات عالمية
تضم أكاديمية الرجاء الرياضي البيضاوي 4 ملاعب كبرى بمواصفات عالية، بينها ملعب بمدرّجات مغطاة، وملاعب لكرة القدم المصغّرة، ومركزا للتدريب ومركزا للتكوين بمواصفات دولية، ومطعما، ومرافق إدارية، وفندقا، ومصحة. كلها مرافق سهرت إدارة النادي على إنجازها وفق المواصفات المتفق عليها، وقضت في ذلك أياما وشهورا من العمل المستمر واللقاءات والاجتماعات.
أكاديمية الرجاء، سيروة عمل وليست وليدة اليوم
أكاديمية الرجاء الرياضي البيضاوي رغم أن الرئيس الحالي للنادي، السيد عزيز البدراوي، هو من افتتحها، إلا أنها نتيجة عمل مستمر ومشترك دام سنوات، ولا مجال لاعتبارها انجازا شخصيا أحاديا، ويجب شكر كل من قدم ولو القليل في سبيل جعلها حقيقة اليوم. فقد وقف عليها رجال سهروا على إنجازها بنكران للذات خدمة لمصالح الفريق البيضاوي العريق، كان آخرهم الرئيس المهندس المعماري رشيد الأندلسي ومن قبله السيد محمد بودريقة الذي واكب المشروع منذ بدايته، وصولا إلى الرئيس الحالي السيد عزيز البدراوي.
وأمام نشوة الاحتفال بهذا الصرح الرياضي الهام، لا يجب نسيان الانكباب على الأهم وهو إعداد فريق قوي تنافسي، خصوصا وفريق الرجاء البيضاوي قد بدأ موسمه متعثرا بنتائج سلبية، وإخفاق في اختيار مدربه المناسب، ولا يجب أن ينسينا هذا الافتتاح أن جماهير الرجاء الرياضي متعطشة للانجازات، ولم تنسى الوعود التي قدمها له رئيس النادي الحالي غذاة انتخابه رئيسا لنادي عريق هو نادي الرجاء الرياضي البيضاوي.