قطعت وزارة االتربية والتعليم الأولي والرياضة أشواطا مهمة في صياغة النظام الأساسي الموحد لمهن التربية والتعليم، ومن المترقب أن تعلن عنه في القادم من الأيام كما جاء في تصاريح الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس.
إلا أن هذا الترقب لا يخلو من استنكارات العديد من الأطراف، إما لعدم الرضا عن الخطوط العريضة التي بدأت معالمها تتضح، أو لتغييب بعد الأطراف عن الإدلاء بدلوها في إطار البناء التشاركي لهذا النظام.
وفي ذات السياق، قال محمد النحيلي، رئيس اتحاد آباء وأولياء تلميذات وتلاميذ التعليم الخصوصي بالمغرب، إن التصريحات التي تتغنى بالديمقراطية التشاركية وإشراك الآباء في إعداد النموذج التنموي واهية، مشيرا إلى أن “اتحاد آباء وأولياء التلاميذ في مؤسسات التعليم الخاص، رغم مراسلاته المتكررة لم يتم استقباله للاستماع لوجهة نظره، في مجموعة من القضايا التي شكلت توترات عميقة طيلة الثلاث سنوات”.
وأكد النحيلي، في تصريحه لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن الاتحاد الذي يضم العديد من الجمعيات عبر ربوع المملكة، لم يشارك سواء بقياداته التي تبلغ 35 فردا، أو عبر الجمعيات الصغرى في أي جولة من جولات الحوار، رغم أن المؤسسات الخصوصية هي بدورها خاضعة لإشراف الوزارة الوصية.
وصرح النحيلي أن الاتحاد استبشر خيرا بتكليف بنموسى بحقيبة وزارة التربية والتعليم الأولي باعتباره نفس مهندس النموذج التنموي والمشرف عن إعداده، إلا أنه لم يخف خيبة الأمل تجاه عدم ملاءمة الطموح المرفوع مع الواقع المر، إذ ” تبقى مصداقية القول مقترنة بالفعل، فهل هناك فعلا إرادة حقيقية لإنزال ديمقراطية تشاركية وليس ديمقراطية تشاركية شكلية وصورية؟”
في مستوى ثاني، توقف رئيس الاتحاد عند أزمة جودة التعليم، مشيرا إلى أن التعليم العمومي باعتباره ذو الأسبقية لأنه الركيزة الأساسية يعاني من أزمات متناسلة، بدأً من الاكتضاض وصولا إلى ضعف الجودة، تفضح تعارض الخطابات المرفوعة والاستراتيجيات المنشودة مع الواقع المأساوي.