بينما يكافح الكثيرون في المغرب لكسب لقمة العيش وسط ارتفاع أسعار الوقود التي أثرت على نقل معظم السلع، التزم حلفاء الرباط في الشرق الأوسط، كجزء من أوبك +(منظمة الدول المصدرة للنفط )، بالحفاظ على أسعار الوقود عند المستوى الحالي.
وتمثل أسعار النفط العالمية الحالية، التي تصل 90 دولارًا للبرميل، تحديًا كبيرًا للعديد من الأشخاص حول العالم الذين يحاولون كسب لقمة العيش، ابتداء من الشركات العملاقة متعددة الجنسيات إلى سائقي سيارات الأجرة العاملين لحسابهم الخاص، فالتكلفة العالية للطاقة والوقود تقطع الأرباح، وتؤخر الإنتاج، وترفع أسعار معظم السلع الأساسية.
ويتجلى الارتفاع المهول في أسعار النفط بالمغرب في زيادة أسعار طباعة الكتب المدرسية لهذا العام، وأسعار الوقود مرتفعة بشكل مؤلم، كذلك سعر الخبز والخضروات الطازجة، لأنه من الصعب ألا تتأثر بالسياق العالمي الحالي.
تأثير أوبك
وفق خبراء اقتصاديين، يتطلع الكثيرون إلى إنهاء حرب أوكرانيا أو زيادة الإنتاج العالمي كوسيلة لخفض أسعار الوقود، يبحث آخرون عن طرق للحفاظ على الأسعار الحالية، فقد أشارت أوبك + ومنظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا هذا الأسبوع إلى استعدادهم لخفض الإنتاج حسب الحاجة، من أجل الحفاظ على ارتفاع أسعار النفط.
ويعمل بعض أقوى أعضاء أوبك، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حسب مهتمين بالمجال، بنشاط لضمان عدم انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف من احتمال أن يؤدي الانكماش الاقتصادي العالمي إلى خفض الطلب، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط.
في حين ناشدت العديد من الدول، ولا سيما الولايات المتحدة، منظمة أوبك + لزيادة الإنتاج من أجل خفض أسعار النفط، اختارت كارتل النفط أن تفعل العكس. هذا الأسبوع، اختارت مجموعة الدول الرئيسية المنتجة للنفط تنفيذ خفض رمزي طفيف للإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميًا.
سوق مستقر
بالنسبة لأعضاء أوبك، يقول خبراء، إن أسعار النفط والغاز المرتفعة الحالية ليست سوى اقتصاديات جيدة، وتمول مشاريع الدولة وجهود التنويع بعيدًا عن النفط خلال العقود القادمة، أما بالنسبة للبلدان المستوردة للنفط، تشير الأخبار إلى أن ارتفاع أسعار النفط من المرجح أن يستمر في المساهمة في الصعوبات الاقتصادية وتضاؤل احتياطيات العملات الغذائية.
في حين أن خفض إنتاج أوبك المقبل في أكتوبر طفيف فقط، فقد أدت الأحداث الراهنة إلى قفزة في أسعار النفط، خاصة بعد أن أغلقت روسيا في نفس الأسبوع خط أنابيب الغاز نورد ستريم إلى أوروبا، ومن المحتمل أن يتم الاحتفال برد فعل السوق هذا في الرياض ودبي، مما يوفر مزيدًا من الأدلة على قدرة أوبك على التأثير على أسعار النفط العالمية كما تشاء.
بالنسبة للمغاربة، تعني هذه الأخبار أن أسعار الوقود والطاقة الحالية من المرجح أن تستمر، خاصة وأن المغرب يستورد 90٪ من احتياجاته من الطاقة من الخارج.
ومن المفارقات، أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجلب الراحة من حيث انخفاض أسعار الوقود، هو إذا ظهرت أخبار سيئة أخرى حول أزمة اقتصادية عالمية مقبلة من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط.