رسم فريق الأمم المتحدة في الجزائر، صورة قاتمة عن الأوضاع الإنسانية في مخيمات تندوف، مطلقا نداء دوليا عاجلا لتقديم الدعم اللازم وتوفير المساعدات الغذائية الأساسية للاجئين الصحراويين المعرضين للخطر المتزايد لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وكشف منسق الأمم المتحدة المقيم في الجزائر، أليخاندرو ألفاريز، في بيان صادر أمس الأربعاء، أن هيئة الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى، تواجه فجوات تمويل كبيرة على خلفية جائحة كوفيد-19، الارتفاع العالمي المتتابع في أسعار الأغذية والوقود، وآثار الحرب في أوكرانيا.
” وقد أثر ذلك تأثيرا بالغا على جميع قطاعات الدعم الإنساني، مما يعوق بشكل مقلق حصول اللاجئين على الغذاء والماء والصحة والتغذية والتعليم وخدمات كسب العيش الأساسية الأخرى. تضاعفت تكلفة المساعدة الغذائية حاليا، لتصل إلى 39 مليون دولار هذا العام مقارنة بـ 19.8 مليون دولار في عامي 2020 و2021″.
وأعربت الوكالات الأممية، عن قلق خاص إزاء التخفيض القسري لحصص المؤونة الشهرية المنقذة للحياة المقدمة من برنامج الأغذية العالمي، بنسبة 75 في المائة، لأنه أقل من نصف الاستهلاك اليومي الموصي به من السعرات الحرارية، لكل شخص يتلقى كل مستفيد الآن أقل من خمس كيلوغرامات من الحصص مقارنة بـ 17 كيلوغراما للفرد شهريا.
كما كشفت النتائج الأولية لبعثة التقييم المشتركة والدراسة الاستقصائية للتغذية، التي أجريت قبل ستة أشهر عن تدهور حالة التغذية وتزايد انتشار داء الهزال المهدد للحياة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهرا من 7.6 في المائة في عام 2019 إلى 10.7 في المائة في عام 2022، ويعاني نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 -59 شهرا من فقر الدم، كما يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال من التقزم، وواحد فقط من كل ثلاثة أطفال تلقى الحد الأدنى من النظام الغذائي المتنوع الذي يحتاج إليه للنمو والتطور الصحي.
ووقف البيان ذاته، مخيمات اللاجئين استضافت النساء والأطفال والرجال على مدار الأعوام الـ 47 الماضية بالقرب من بلدة تندوف في غرب الجزائر، معتمدين بشكل أساسي على المساعدة الإنسانية لتلبية الاحتياجات من الغذاء وسبل العيش، ولا بد من تضامن المجتمع الدولي لضمان حماية اللاجئين على الفور ومنع العواقب الوخيمة التي قد تنشأ بسبب انعدام الأمن الغذائي.