فُجع جهاز المخابرات المغربية ومعه المغاربة، اليوم الثلاثاء، بخبر وفاة عبد الحق الخيام المدير السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسيج”.
يوصف الخيام بأنه شخصية مجتهدة، وذات كفاءة عالية، وصبورة، وهي الصفات التي مكنت الراحل من أن يحظى باحترام المغاربة، لدرجة تلقيبه بـ”أحد عيون المغرب التي لا تنام”.
الخبر الصدمة
استيقض رواد منصات التواصل الاجتماعي على خبر وفاة عبد الحق الخيام، فقد كان للخبر وقع الصدمة على عدد من معجبي هذه الشخصية المخابراتية الذائعة الصيت، حيث نعى كثير من هؤلاء الراحل بعبارات حزينة دلالة على فداخة الخسارة.
حضي عبد الحق خيام، ابن الحي الشعبي درب السلطان، باحترام زملائه، وهو من فتح أبواب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أمام وسائل الإعلام، خلال السنوات الأخيرة، تحدث كثيرا إلى الصحافة في عدة ندوات صحفية، حيث تم ذلك، في غالب الأحيان، من أجل الإعلان عن تفكيك خلايا إرهابية. وقد سبق له أن شارك بشكل مباشر في العديد من التحقيقات، خصوصا تلك التي تتعلق بقضايا بالغة الأهمية، أو قضية تراها الدولة “جد حساسة”.
الخيام رحل في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 64 عاما، بعد صراع مع المرض، إذ نقل إلى المستشفى خلال شهر ماي الماضي، بعدما أصيب بشلل نصفي.
مساره المهني
هو الرئيس السابق للفرقة الوطنية للشرطة القضائية. الفرقة الخاصة، التي كانت تتكفل بالقضايا المعقدة والحساسة للدولة، قبل أن يتم تعيينه على رأس إدارة المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أو ما أطلق عليها مؤخرا من قبل مختلف وسائل الإعلام “ايف بي أي” المغربي كأول رئيس لهذا المركز الحساس.
لم يقتصر، عمل عبد الحق خيام على القضايا المرتبطة بالإرهاب، فقد تولى التحقيق في ملفات تهم فضائح مالية، قضايا الرشوة، والاتجار في المخدرات ذات الامتدادات الواسعة.
و من بين القضايا التي أشرف عليها، يمكن أن نورد قضية بارون المخدرات الشريف بن الويدان، والتحقيق حول مقتل أحد حراس الشخصيين للملك، إلى جانب قضية الشركة العامة العقارية في شمال المملكة، وملفات أخرى.
تدرج الخيام، في سلك الجهاز الأمني بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، وعمل بمصالح الشرطة القضائية لعدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، إلى أن استقر به المقام بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية حيث قضى فترة مهمة من حياته المهنية، حيث تمت ترقيته إلى مرتبة والى أمن في 2015 إلى غاية 2020 ، وهي الترقية التي سبقت تعيينه على رأس المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا.
عُرف دائما بعتابه للجارة الجزائر على عدم تعاونها أمنيا، وغياب تبادل المعلومات استخباراتية، نظرا لكون المنطقة مؤهلة لأن تكون بؤرة توتر قد تستغل من طرف العديد من المنظمات الإرهابية.
ومقابل نجاحه داخليا، مكن نجاح الخيام من أن يصبح اسمه معروفا في العديد من دول شمال إفريقيا والدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وإسبانيا بشكل كبير.