تشكل الجديدة بشواطئها الممتدة على مسافة 150 كلم، قبلة ووجهة مفضلة للسياح من مختلف المناطق المغربية، وبالخصوص ساكنة مدينة خريبكة ومراكش وبني ملال وسطات وبرشيد ، حيث يجتذبهم الهواء المنعش ودرجات الحرارة المنخفضة مقارنة بالمدن الداخلية، ناهيك عن رغبتهم في الاستمتاع بالشواطئ المتعدة التي تمتد شمال وجنوب المدينة، ومآثرها التاريخية.
ويضم الشريط الساحلي 40 شاطئا انطلاقا من شاطئ الواد المالح بالمهارزة الساحل شمالا مرورا بشواطئ أخرى في اتجاه شاطئ مريزيغة والحرشان جنوبا، هذا إلى جانب شاطئ الدوفيل بالمدينة والذي يستقبل آلاف المصطفين بشكل يومي، على غرار شاطئ سيدي بوزيد الذي يحضى بشعبية كبيرة خاصة لدى المصطفين الذين يفضلون المياه الباردة.
تقول مليكة، القادمة من مدينة فاس إن :” إن أكثر ما أجده مميِّزا لهذه المدينة، كونها شبيهة بجزيرة صغيرة تحيط جوانبها شواطئ جميلة كسيدي بوزيد وشاطئ الحوزية ودوفيل كذلك.. تجعلني أرغب بالمشي بدل ركوب وسيلة نقل خصوصا أن جوها معتدل وهواءها نظيف، مقارنة بباقي المدن شديدة الحرارة في فصل الصيف”، مشيرة إلى أن كرم الساكنة وجودهم جعلها تنوي العودة من جديد.
وأثنت مليكة على تعدد الأنشطة التي تتيحها فضاءات المدينة، حيث قالت: إن اختياري لمدينة الجديدة من أجل قضاء العطلة الصيفية نابع عن ما تتميز به هذه المدينة من وجهات سياحية مغرية، تحتضن أماكن ترفيهية وتراثية تحمل تاريخها عريقا تحدثنا عنه جدرانها وأزقتها وأسوارها الشامخة المطلة على الشاطئ وكذا على الميناء المليئ بقوارب الصيد و”المون” الذي يعد الوجهة الأمثل لمحبي السباحة.
وذات الموقف تقاسمه معها عبد الفتاح القادم من مدينة خريبكة، مشيرا إلى أن حبه للمدينة “خاصة في الصيف، نابع عن هوائها الجميل وشواطئها كذلك، مياه الشاطئ معتدلة الحرارة، كما أن هواءها بارد يساعد على التجول خاصة في الملاح الذي يضم معالم تاريخية جميلة جدا”.
فالحي البرتغالي الذي حسب الباحث الأركيولوجي أبو القاسم الشبري، يعود تاريخ تأسيسه إلى بداية القرن السادس عشر، والذي استوطنه البرتغاليون إلى حدود سنة 1769، يضفي على المدينة طابع العراقة، بفضل المآثر التي يضمها وطبيعة عمرانه الفريدة، والتوليفة الدينية داخل أسواره بين مآدن الجوامع والكنائس والمعابد اليهودية التي يعكس حضورها التسامح الذي كان يسود بين الديانات والأعراق في عهود مضت.
وتشكل المسقاة البرتغالية، ملهمة الفنانين والمخرجين السينيمائيين على رأسهم المخرج الأمريكي الكبير أورسن ويلز الذي صور فيها تحفته الفنية “عطيل” بين عامي 1949 و 1952، والتي كان لها الأثر الأكبر في إدراج الحي البرتغالي بمدينة الجديدة سنة 2004 ضمن قائمة اليونسكو لحماية التراث العالمي، تحفة معمارية يفوح منها عبق التاريخ.
كما عرف الحي البرتغالي في السنوات الأخيرة افتتاح مقاه تعتمد على ديكور يمزج بين التقليد والحداثة، معتمدة على النقوش والزخارف والأثاث المغربي في قالب جديد يغري الزوار.
رغم هذه المميزات التي تجعل من المدينة وجهة مغرية، نددت مليكة وعبد الفتاح بوضعية النظافة في المدينة، حيث تساءلت ابنة فاس عن :” كمية الأزبال المرمية على جنبات الطرقات وفي الكثير من أحياء المدينة وأزقتها.. وهذا حقا يدعو إلى الإستغراب وطرح تساؤلات على أصحاب السلطة والمسؤولين عن نظافة الفضاءات السياحية وغيرها.. حول دورهم بالضبط داخل هذه المدينة!؟”
وفي سياق متصل استنكر عبد الفتاح الوضعية البيئية للمدينة، محملا المسؤولية للساكنة والزوار، حيث قال: “ما يعاب على الجديدة فقط هو التلوث الدي تشهده شوارعها وشواطئها بسبب أنشطة الزوار والساكنة، إنه أمر مؤسف حقا”.