اقليم اشتوكة تعطلت مواسمه الثقافية والدينية وسط إحياء مواسم ومهرجانات الجهة

في الوقت الذي تعرف كل أقاليم وجماعات جهة سوس ماسة عودة تنظيم مواسمها الدينية والثقافية المسماة محليا بأنموكار أو الموسم، ظلت أغلب جماعات اقليم اشتوكة أيت باها، إلا القليل منها، تتفرج دون أن تبادر لإحياء تراثها المحلي الذي توقف بفعل الجائحة لسنتين.
مصطفى رضى، الصحفي والفاعل الجمعوي بالاقليم عبر لجريدة “جهات” الالكترونية عن امتعاضه واستغرابه لهذا الوضع، فبعد إلغاء موسم لالة تاعلات، أكبر موسم ديني لحملة القرآن بالمغرب، عرفت جل المواسم الدينية والثقافية الأخرى إلغاء أو منعا أو توقفا، فموسم سيدي سعيد ببيوكرة هو الآخر ألغي هذا العام، وهو واحد من المواسم الثقافية المشهورة بسهل اشتوكة، كما ألغي موسم سيدي وكاك بتدارت، وموسم سيدي بيبي هو الآخر تم الغاؤه بذريعة إلغاء احتفالات عيد العرش، ومواسم أخرى كثيرة عرفت نفس المنع بتنالت وغيرها، وربما المصير نفسه ينتظر عددا آخر كان من المفروض أن تعقد خلال شهر غشت الجاري.
هذا الالغاء لعدد كبير من المواسم كان له وقع سلبي على الساكنة خصوصا وأن “إنموكارن” تعتبر لديهم ثقافة متجرة في التاريخ، ليست مجرد مهرجانات عادية بصيغتها العصرية الحالية، بل هي نشاط مرتبط بمنظومة متكاملة من العادات والعلاقات التي منها الثقافي والديني والفني والاجتماعي والتربوي والتعليمي.

“لماذا اقليم اشتوكة أيت باها المعروف بتنوعه الثقافي بين السهل والجبل والبحر، والحاضن لأكبر عدد من المدارس العتيقة والزوايا، يخلق الاستثناء هذا العام ويعلن لا مبالاته تجاه موروثه المحلي والوطني، وغيرنا من الاقاليم تعرف إحياء غير مسبوق لجميع مواسمها ومهرجاناتها” يضيف الصحفي مصطفى رضى، ويتابع بالقول “إذا كان مشكل هذه الجماعات هو في حصولها على التمويل اللازم، فعلى الاقل فليتركوا الساكنة المحلية تحيي مواسمها وفق عاداتها وتقاليدها، فهي لا تريد منصات وفرق غنائية وطنية، إنما تريد فقط أن تحيي صلة الرحم بين الداوير والقبائل، ويتم التزاور، وتنشط التجارة، ويستمتع الجميع بالفلكلور المحلي الذي لا نريد له الانقراض، ففنانوا جميع مناطق سوس وجدوا ضالتهم هذا العام، الا فناني هذا الاقليم”.

هي أسئلة طرحتها ساكنة اقليم اشتوكة ايت باها إلى جانب صحفييها، ما الذي جعل اقليمهم يعيش هذا الركود الثقافي، وهو من هو في هذا الباب، وفي كل ليلة تصلهم أصداء أهازيج الجيران، وغبار رقصاتهم قد بلغ عنان السماء.

تعليقات (0)
أضف تعليق